علي محافظة: الإنتفاضة الثالثة تعبر عن استعداد الشعب الفلسطيني للتضحية والتحرير

استضافت رابطة الكتاب الأردنيين، مساء أول أمس، ضمن برنامج «ملتقى الثلاثاء»، المؤرخ الدكتور علي محافظة لإلقاء محاضرة حملت عنوان «انتفاضة القدس 2015-2016، أدارها الدكتور أحمد ماضي وسط حضور من المثقفين والمهتمين. واستهل د. محافظة محاضرته بالقول: على الرغم من الأحداث المريعة التي تجري يوميا في الأقطار العربية القريبة من فلسطين، في سورية والعراق والأقطار البعيدة عنها مثل ليبيا واليمن، تعود قضية فلسطين التي تعد قضية العرب الأولى بلا منازع، إلى الواجهة الاعلامية لتحتل العناوين الرئيسية للاخبار في مختلف وسائل الاعلام العربية والعالمية، ويعود الفضل في ذلك إلى شباب فلسطين الذين كانوا دوما يتقدمون على قياداتهم السياسية التقليدية ويحدثون التغيير المطلوب في المسيرةالنضالية لشعبهم. واضاف محافظة قائلا: وها هي انتفاضة القدس التي اندلعت في تشرين اول 2015،على يد شباب ولدوا بعد الانتفاضة الاولى وترعرعوا في مناخ من الازمة الخانقة التي تعيشها  القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة تعذر معها ايجاد مصالحة بينالسلطة الفلسطينية وتنظيم حماس في القطاع بسبب اصرار الاولى على استمرار التفاوض اللا مجدي مع اسرائيل بينما الثانية على اسرائيل التفاوض على هدنة مفتوحة في وضع داخلي متفجر في القطاع بسبب الحصار الاسرائلي الخانق، وفي الضفة الغربية تتحدى قطعان المستعمرين الاسرائيليين عرب فلسطين بالاعتداء المتواصل عليهم وتستفز مشاعرهم بالعدوان على المصلين في المسجد الاقصى وتدمير محتوياته وتدنيس حرمته . وكما عرض د. محافظة  الدور التاريخي لشباب فلسطين في المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني منذ الفترة 1927-1934 وصولا الى الانتفاضتين الاولى عام 1987 والثانية عام2000.مؤكدا أن إنتفاضة القدس الفلسطينية الثالثة تختلف عن الانتفاضتين السابقتين في دوافعاها وأسبابها وفي وسائلها والقوى المشاركة فيها والاهداف والانجازات التي حققتها في الشهرين ونيف من عمرها، ومازالت الانتفاضة لم تعلن عن قيادة لها اومنينطق باسمها، لافتا النظر إلى أن ما تشهده الاراضي الفلسطينية الآن من «انتفاضة ثالثة»، تختلف عن سابقتيها في دوافعها وأسبابها ووسائلها والقوى المشاركة فيها والأهداف والإنجازات التي حققتها في الشهرين ونيف من عمرها. مشيرا إلى أن هذه «الانتفاضة»، اتسمت بالإقدام الفردي على طعن احد الجنود والمدنيين الاسرائيليين ومن المستوطنين خاصة، وبصورة غير منتظمة، مشيرا إلى ان جميع من شارك في عمليات الطعن أو الدهس ليست لهم سوابق جنائية، مبينا هذه العمليات تركزت في أماكن حواجز الجيش الإسرائيلي والمناطق الخالية من تجمعات الناس وشارك فيها شباب وشابات واطفال كان معظمهم من القدس الشرقية الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية ما سهل عليهم الحركة والتنقل. ورأى د. محافظة أن من أبرز أسباب هذه «الانتفاضة الثالثة»، هي ثقل الإحتلال الإسرائيلي وقسوته على شعب فلسطين وممارساته من استيلاء بالقوة على الأرض الفلسطينية وطرد سكانها منها وانشاء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية، واعتقال عشرات الآلاف من الفلسطينيين المقاومين للاحتلال وزجهم في سجون الإحتلال الإسرائيلي، وتقطيع أوصال الضفة الغربية، وضم مدينة القدس القديمة والقرى المحيطة بها إلى كيان الإحتلال. وقا د. محافظة:  ان تحدي اسرائيل لقرارات الامم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية ورفضها لها، وفشل المفاوضات بين السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل وسياسة التطهير العرقي التي تمارسها اسرائيل في فلسطين المحتلة، اضافة الى التجاهل الرسمي العربي للقضية الفلسطينية خلال الاعوام الخمسة الاخيرة في ظل الاضطرابات التي تعم المنطقة العربية، وحالة الانقسام الفلسطيني. وختم الدكتور محافظة محاضرته بالقول: إنني أرى أن هذه الانتفاضة تعبر عن حيوية الشعب الفلسطيني واستعداده الدائم للتضحية في سبيل تحرير وطنه من الإحتلال وظهور هذه القوى الشابة الجديدة التي تجاوزت التنظيمات السياسية الحالية التي يبدو أنها استنفذت مسوغ وجودها واصبحت عاجزة عن تحقيق الأهداف التي وجدت من أجلها ولابد لهذه القوى الشابة من تنظيم سياسي جديد يتبنى أهداف التحرير والإستقلال الوطني التي تسانده القوى العربية الشابة التي ستظهر في الاقطار العربية لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي وزوال دولة اسرائيل كما زالت كل الكيانات الإستعمارية والعنصرية في العالم

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى