عجوز قلبي..

عجوز قلبي..
د.فلاح العُريني

بلغ من العمر ثمانين ويزيد، كانت صحته جيدة جدا، لم يعاني من أية امراض مزمنة، أما عجوزه فكانت قد تجاوزت السبعين وقد تلاشت فيها الروح وتفاقمت معها الأمراض، ولم تعد الزوجة المنتجة لعبق الحياة ونعيمها، ليس ذنبها بل الأيام سرقت منها أجمل عطاياها..
آمن الزوج الثمانيني بأن السعادة لاتكون الا بروح إمراة، وآمن أيضا أن العمر لايمكنه ايقاف عجلة الحياة وخصوبة الأمل..
فَعَلَها الشايب الثمانيني، فتزوج اربعينية، في جسدها روح وفي قلبها حياة، فكانت حقاً اجمل حياة..
بعد اسبوع من زواجه الميمون، قررت الزوجة الاولى (السبعينية)، زيارة فارس احلامها (الذي كان فارسا بنظرها وقد ترجل اليوم يالخيبتها)، فوصلت العش الجديد حيث استقرت السكينة وتآلفت الكبد للروح..
وجدت الزوجة الاولى نهجا يسلكه الزوج الثمانيني في حياته الجديدة، سلوكا لم تألفه معه طيلة حياتهما، وقد لاحظ الزوج مابقلب زوجته الأولى من امنيات..
لحظات واستأذنت العجوز لتغادر، فبادرها الزوج بقوله القاتل:
ابقي معنا لعل يطولك من الحب جانب، او تحصلين على كلمة رطبة على الاقل حظا تبللين بها كبدكِ..
ياالهي..
العجوز السبعينية اصبحت مجردة من كل شيء، وغريبة في بيت كان لها ودخيلة على زوج كان ملكها ومستقرها..
هكذا نحن الشعب في نظر الحكومة، لقد جردتنا من كل شيء، وسرقت منا اجمل عطايا الوطن..
نحن اليوم كالعجوز السبعينية، غرباء على قطعة ارض مساحتها ٨٩ ألف كيلو متر مربع.
المناصب والمكاسب لغلية القوم، اما نحن فنعيش على الفتات وعلى بقايا الرذاذ، ليس لنا نصيب في المناصب القيادية وليس لنا وجود او اثر في النهج السياسي للحكومة، لقد استوطن الفساد في وطني ودنس اجمل الحكايات..
شعبنا يعيش على الأقل حظاً، ويندب حظه كل لحظة وحين، والحكومة في شهر العسل غارقة، وليته زواجا صحيحا، بل فاسد النهج وهو عقيم.
#بائن_بينونة_كبرى
#فلتسقط_كل_البشائر_يابِشر
#د_فلاح_العُريني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى