#عجائب #الأردن السبع
مصعب البدور
إياكم أن تظنوا أن حديثي عن البتراء، أو عن أي مدينة من مدن الديكابولس، ولن يكون الحديث عن أي أثر تاريخي على ثرى الوطن، إنما نتحدث عما هو أعظم من ذلك وأعجب ولقد اخترت لكم عجائب سبعة جديدة لا بد أن تنافس في الاختيار القادم لعجائب الدنيا السبع.
العجيبة الأولى #النماء #الاقتصادي و #المواطن:
من الطبيعي أن تجد غالبية المواطنين يعيشون ودخل واحدهم أو راتبه 300دينار قبل الاقتطاعات والأقساط البنكيّة، ولديه مصروفات ثابتة منها 200 دينار أجرة بيت، ومبلغ آخر رسوم مدارس لخمسة أطفال، وحليب وحفاظات طفل رضيع، 50دينار وفاتورة كهرباء، كل هذه الالتزامات قبل المباشرة في التفكير بمؤونة البيت أو المواصلات، أو رسوم الجامعات، هذه الصورة الطبيعية للمواطن الأردني، لكن العجيب حقًا الحديث عن منجزات النماء الاقتصادي في الوطن ودفع عجلة الاقتصاد والتثقيف السياسي والنهضة بالوعي الفكريّ لدى الشباب، والأعجب وجود فئة من المواطنين سابقي الذكر يصدقون هذه الأحاديث وينشرونها ويدافعون عنها.
العجيبة الثانية حبة البندورة:
حبة البندورة ثمرة طبيعيّة في كل العالم، لكنّ حبة البندورة في الأردن من عجائب الدنيا، فحبة البندورة صار لها ترميز خاص ولها كذلك طراز وعيار مثل الذهب، ولها أيضا أسعار صرف وتداول، وحبة البندورة الأردنية استطاعت أن تنافس برميل النفط عالميا، فصار لحبة البندورة زاوية في النشرة الاقتصادية، ولقد وصلت كيلو البندورة إلى ما يساوي 10%من صافي راتب المواطن الأردني، وبالنسبة للذين يبقى من راتبهم أقل من عشرين دينار فتعتبر البندورة تساوي نسبة عالية جدا من راتبهم نخجل من ذكرها.
العجيبة الثالثة تصريحات المسؤولين السابقين في الأردن
ومن العجائب التي ستُذهل الجميع أن شخصا وطنيا قد شغل مناصب تحتاج الى ثلاث صفحات لعدها، وألقاب المعالي والسعادة والدولة المتكررة التي صرفت له تملأ الأنظار، والعجيب أنه شغل كل هذه المناصب وتقلد الألقاب عبر السنوات، ولم نجد له أثرا في واقع الحياة داخل الأردن، ثم يتحدث عن احتماليّة إفلاس الدولة الأردنية وفرض ضرائب جديدة على المواطن (هو أنا مش عارف أحدد لقبك بس شو كنت تساوي طول هالسنين الي راحت.)
العجيبة الرابعة وزارة الأوقاف:
في هذه المرة أرجو منكم أن تحكموا أنتم فوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية التي تباهت لسنوات طويلة بوصايتها على الأقصى والمقدسات في القدس، تعمم على موظفي الأوقاف في المساجد إغلاق المساجد بعد الصلاة مباشرة، لمنع انطلاقة مؤازري الأقصى بالكلمة والصوت وتوزيع خطبة الجمعة الموحدة التي تصرف الناس عن الحدث وإبعادهم عن مناصرة الأقصى.
العجيبة الخامسة مناصرة الحق والشعوب المظلومة:
ومن العجائب لدينا مناصري الحق والشعوب المظلومة، فتراهم متباكين على أوكرانيا ومتحدثين عن انتهاك الانسانية ووحشية الحرب، ومطالبين بوقف الحرب، والتوقف عن انتهاك كرامة الإنسان، والتغريدات والتعليقات والمنشورات تملأ الاعلام الاجتماعي، ثم تجدهم يصمّون آذانهم ويغلقون أعينهم عما يجري في الأقصى، والاعتقالات، والاعتداءات على الأطفال والنساء، وهدم البيوت، والاستيلاء على الأراضي، واقتحام المساجد في هذا الشهر الفضيل، وتجدهم ينتقدون كل من يفسد أمن الفلسطينيين الذين يتحدّون الكيان ويتجهون إلى ساحات الأقصى للاعتكاف.
العجيبة السادسة المرئيات والإعلام:
هذه العجيبة لن تجد لها مثيلًا، لأن مرئياتنا تنشغل بذهاب (س) وعودة (ص) ورعاية (ع)واستقبال (ق) وتترك تغطية الأحداث التي ينبغي أن تُغطى، ففي الحوادث الكبيرة التي جرت في البلاد كان الناس يتابعون هذه الأحداث من خلال فضائيات غير محليّة، وكانت القنوات المحلية منشغلة ببث أغنية قديمة أو ببث مسلسل مُعاد.
العجيبة السابعة
الله يستر على الذي مسحها.
