عبدالفتاح المزين: أنا حالة خاصة.. و”باب الحارة” أساء إلى سوريا

سواليف

رفض الفنان السوري، عبدالفتاح المزين، وصفه بـ”الممثل المظلوم”، مؤكداً أن هذا الوصف لا ينطبق عليه أبداً، كونه لم يتعرض للظلم في مسيرته، مبيناً أن قلة ظهوره تعود إلى انتقائيته في العمل، خاصة أنه يرفض تمثيل أكثر من مسلسل واحد كل عام.
وأوضح المزين هذا الأمر، خلال لقائه مع الإعلامية رابعة الزيات، بقوله إنه عندما يوافق على دور معين، فإنه ينعزل عن العالم لمدة لا تقل عن شهرين أو ثلاثة أشهر، لأن أهم شيء بالنسبة له في التمثيل هو التحضير، والقصة ليست حفظ حوار فقط، وإنما يجب على الممثل أن يعيش الشخصية التي يؤديها بكل تفاصيلها ليقنع المشاهد.
ووصف المزين نفسه بأنه حالة خاصة جداً في التمثيل، قائلاً: “الي أنا بشتغلوا ماحد بقدر يشتغلوا”، ذلك عندما سألته الزيات عن حقيقة أخذ الممثل الراحل زهير رمضان لأحد الأدوار التي كان من المفترض أن يؤديها هو.

“باب الحارة” أساء إلى سوريا


يشير الممثل القدير السوري إلى أن قصة الدور الذي قدمه زهير رمضان تعود لكون بعض الأشخاص أخبروه بأنهم توقعوا له أن يكون بشخصية “أبو جودت” في مسلسل “باب الحارة”، وأنها كانت تليق به، معلناً بذات الوقت رفضه القاطع للظهور بمسلسل “باب الحارة” بجميع أجزائه.
ويؤكد عبدالفتاح المزين أن المسلسل عرض عليه في الجزء الثاني، ورفضه بشكل مباشر لأنه يسيء لسوريا وتاريخها وتحديداً لمدينته دمشق، من خلال النص الذي تم تقديمه والفكرة والرسالة التي يوصلها، منوهاً بأنه لا يقصد الفنانين بكلامه، وإنما نص المسلسل تحديداً.
وبرر وجهة نظره هذه بأن دمشق ليست على الإطلاق كما ظهرت في “باب الحارة”، وقد يكون الجزء الأول والثاني في حدود المقبول، لكن الشخصيات التي ظهرت بالمسلسل لا يمكن أن تكون هي التي حررت سوريا من المستعمر الفرنسي، وليس منطقياً أن يكون “بائع البليلة” والأمي والجاهل، وغيرهم من تلك الشخصيات، هم من حاربوا فرنسا.
ويشير المزين إلى أن العمل بيّن أن الشعب السوري جاهل وأمي، ولا يوجد فيهم من يقرأ ويكتب، وكان شغلهم الشاغل ضرب بعضهم بعضاً، وعمل المكائد في ما بينهم، بينما أغفل وجود المثقفين والمتعلمين والمؤهلين للنضال الذين وجدوا في ذلك العصر.

“باب الحارة” أساء للمرأة السورية
لم يتوقف الممثل الشهير عن مهاجمة “باب الحارة”، متهماً إياه بأنه شوه صورة المرأة الدمشقية، وعلى سبيل المثال لم تكن المرأة بذلك الوقت تنادي زوجها بـ”يا سيدي”، وإنما باسمه الطبيعي.
وأيضاً يشير إلى أن “باب الحارة” قدم المرأة الدمشقية بصورة العاجزة أمام زوجها. على سبيل المثال، إن تزوج عليها لم يكن بمقدورها الاعتراض أو السؤال، وفي حال تجرأت وسألت، فإن زوجها يقوم بضربها وطردها لمنزل أهلها، ومن ثم يقوم الأهل بضربها أيضاً للسبب ذاته، نافياً أن تكون المرأة بذلك الزمن بمثل هذه الحال التي أظهرها المسلسل. وأكمل أن المسلسل قدم السيدة الدمشقية بأنها كانت جاهلة وأمية ومظلومة، وأساء لها بشكل كبير.

لا صداقة.. ولا وفاء
من وجهة نظر المزين، لا يوجد أي نوع من أنواع الصداقة أو الوفاء داخل الوسط الفني، وأن كل العلاقات بين الممثلين لا تتعدى صفة الزمالة، مشيراً إلى أن اللقاءات بينهم تكثر خلال تصويرهم عملاً مشتركاً، ويمضي كل منهم إلى سبيله بعد انتهائه.
وذكر أنه خلال مسيرته الطويلة الممتدة لعشرات السنين، لا يمكنه أن يسمي سوى صديقين له من الممثلين، هما: ياسر العظمة، وسلوم حداد، لكن ذلك لا ينفي حبه للجميع، فهو يتواصل مع أي شخص منهم يقدم عملاً متميزاً، ويبارك له ويهنئه ومنهم على وجه الخصوص عابد فهد، الذي وصفه بـ”المدهش”، ويحبه كابنه.
لكن حسبما يشير المزين، فإن العكس ليس صحيحاً، إذ لم يتواصل معه أي زميل له طيلة مسيرته، ليقدم له التهنئة على أي دور قدمه، لكن هذا الأمر لا يغضبه أبداً كونه إنساناً محباً ومتسامحاً، موجهاً بهذا الخصوص رسالة عتب كبيرة لعابد فهد، قال فيها: “أنا عتبان عليك عتب المحب، أنا بحبك، بس انت مقصر معي”.

مفاجأة كبرى
وفجر المزين، خلال اللقاء، مفاجأة كبرى عندما أكد بشكل قاطع أنه لم يشاهد أي مشهد قام بتمثيله طيلة حياته، مبرراً الأمر بأنه ناقد قاسٍ لنفسه، وخلال مسيرته الطويلة لم يقدم عملاً كان راضياً عنه بشكل كامل، ودائماً يشعر بأنه دون المستوى الذي يريده، لذلك يرفض حضور ما قام بتمثيله، ويعوض ذلك بسماع رأي الجمهور بما يقدمه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى