عالم ساخر

عالم ساخر
د. محمد شواقفة

من المرات النادرة التي أعجز فيها عن التعبير و كما يعرفني البعض فقد لجأت منذ زمن بعيد إلى الكتابة الرمزية و التي يغلفها جنون من السخرية. مع ما نتابعه من قصص متلاحقة لا نكاد نصدقها بين تصريح و تلميح و كذب و إفتراء و ما بين هذا و ذاك تشغلنا آلامنا عن آمالنا. و نلهو بين مسؤول يستخف بنا إلى مدع سقط علينا من ثنايا الزمان ينظر علينا و لا نملك من شأننا سوى أن نبكي تارة و نضحك تارة فنبدو كثلة من المجانين يبحثون عن عقل ليشتروه.
لم تنطل علينا الابتسامات الرقيقة و الكلام المنمق المعسول و الذي يتجرأ أحدهم علينا كل يوم و يطرح خطة جديدة لإيجاد حل لمشاكل البلاد و كلنا بتنا نعرف أنهم لا يملكون لا قدا و لا قديدا و يرزحون تحت نير الفشل لدرجة أنهم فقدوا مهارة التعبير و لو كان كل الكلام أو معظمه كذبا.
لم تحتج حكومتكم الهزيلة لجائحة كورونا لتظهر عجزكم و فشلكم و لكنها وضعتكم في مكانكم الصحيح. ألا يوجد عندكم مرآة تنظرون فيها كل صباح فتعلمون أنكم لستم كما تظنون، لم يعد أحد يحبكم و أحرجتم مناصريكم من السحيجة و المغرر بهم. هذه الأساليب من خفة الظل لا تبني أوطانا و لا تعالج أزمات لم تعرفوا كيف تتعاملون معها.
أتمنى لو كانت تعليقاتكم الظريفة تلامس شغاف قلوبنا و لكنها باتت مادة خصبة للتندر و الاستهزاء. و لا أعلم إن كنتم تعلمون أن فشلكم لن تغطيه تسريحة شعر أو غمزة تائهة أو كلام معسول. ظرافتكم باتت نكاتا سخيفة و ظهوركم المبالغ فيه على المحطات أنتم و مطبليكم بات سخيفا و لا بد أن ينتهي.
لا نلومكم على فشلكم الذي توقعناه و نعيشه الآن و لكن لا تعتقدوا أن صمتنا يعني رضا و استكانة، ربما جبنا و خوفا من بطشكم و تصرفاتكم الخرقاء. فقد شهدنا كيف عاملتم الاحرار و ماذا فعلتم بالمعلمين و نعلم أن أيديكم امتدت لجيوب الفقراء و المساكين و نعرف أنكم تتلاعبون بما تبقى من آخر قطرات الحياة. و تطرحون حلا خياليا لمشكلة البطالة بخدمة شكلية تعرفون أنها تفوح منها النرجسية و الاستعلاء.
كم نحتاج من زمن لنعرف أن هذه الحكومة غير قادرة و غير مؤهلة للتعاطي مع هذه الأزمة و غيرها. هل سنشهد ولادة مسخ جديد برعاية حكومة النكبة نوابا لا يمثلون سوى مجموعة من الفاشلين يجتمعون على منافع و أعطيات ليستمروا إمعانا في تدمير ما تبقى.
إدارة تجاوزت كل الحدود في قمع الحريات و انتهاك حقوق المواطن في العيش الكريم. و فرضت قوانين لم يثبت أي منها نجاعته و تطرح أفكارا “قراقوشية” لحل مشكلات لا أعتقد جازما بأنها تفهمها. حظر و حجر و إغلاقات و بعدها يلوحون لنا بأنهم إنتصروا لنجد بعدها بلحظات أن الوزير كان يظن ان المواطن “سينشف و يموت” و تم منع المواطنين من العودة لوطنهم الا بنظام جباية غير مسبوق لنجد بعدها ان ذلك لم يكن مجديا ولا ضروريا.
لا نستطيع أن نلوم الحكومة على فشلها الذي توقعناه و لم نتمناه. لكن ليرحمونا و الإنسانية جمعاء من هرطقاتهم و استعراضهم اليومي السخيف. لسنا سخفاء تافهون لتخوفونا بالضبع و لا جهلة في غباء يعمهون فلا نعرف أنكم فاشلون.
هذا يحدثنا بأحلام لا يمتلك تحقيقها و يهددنا بفطام مبكر و هذا يتحفنا بابتساماته البلهاء و يلومنا على مشاركة “القلاية” مع ان طفلة ماتت قبل أن تجد لها سريرا في مستشفيات الوطن كلها قبل ان تنشف روحها و تموت و لا يستطيع أن يحمي آلاف المساكين من دجاج فاسد و يلوم الفقراء على قراراتهم الخاطئة باختيار “الشاورما”.
تاهت بوصلتنا و انعدمت ثقتنا بكم، ما بين “كلب إربد” و “ضبع عمان”، ننتظر إلى متى تستمر هذه المهازل؟؟؟

” دبوس على الفشل”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى