كورونا ينتشر في 18 دولة .. وبكين تستنجد

سواليف
أعلنت منظمة الصحة العالمية، الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2020، أنَّ تفشي فيروس كورونا في الصين يشكّل الآن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً.

وحسب ما أوردته وكالة «رويترز»، أعلن تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، القرار بعد اجتماع لجنة الطوارئ بالمنظمة، وهي لجنة خبراء مستقلة، وسط أدلة متزايدة على انتشار الفيروس في نحو 18 دولة.

ووصل عدد ضحايا فيروس كورونا المستجد في الصين إلى 170 شخصاً، الخميس، بعد ارتفاع غير مسبوق لعدد الوفيات خلال يوم واحد، في حين بدأت عملية إجلاء الفرنسيين، بعد الأمريكيين واليابانيين، من ووهان المعزولة عن العالم.

كما حذَّرت هيئة المراقبة الدولية ومقرها جنيف، من أن عديداً من الدول غير مستعدة لمواجهة الوباء، مشيدة بـ «سرعة التحرك» التي أظهرتها الدول ومنظمة الصحة حتى الآن.
وناشد المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير تشانغ جيون، الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2020 المجتمع الدولي، التضامن مع بلاده في مواجهتها لفيروس كورونا المستجد الذي انتشر في الصين منذ فترة. وحثَّ جيون من مقر الأمم المتحدة، العالم بأَسره على التأهب لمحاربة الفيروس، خاصةً بعد تسجيل ارتفاع حاد في حالات الوفيات والإصابات.

مقالات ذات صلة

جيون قال إن بلاده تمر حالياً بمرحلة مهمة للغاية في التصدي للفيروس، محذراً دول العالم من «رد الفعل المفرط» بخصوص مسألة التجارة والرحلات إلى الصين.

كما أشار إلى أنه بالإمكان التغلب على ذلك الفيروس، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الوضع الراهن متأزم، وأنهم قطعوا شوطاً في السيطرة على المرض.

أضاف: «نحن نمر بمرحلة مهمة للغاية في محاربة الفيروس، والدعم الدولي في هذا الظرف الراهن أمر بالغ الأهمية. نقدِّر مخاوف الدول، لكن يجب ألا تكون ردود فعلهم مفْرطة، لا سيما فيما يتعلق بالتجارة، والسفر إلى الصين».
بعد أن أعلنت السلطات الصينية، الخميس، تسجيل 38 حالة وفاة إضافية بالفيروس في مقاطعة هوباي بوسط الصين خلال 24 ساعة، وهو أعلى ارتفاع يومي في الوفيات منذ بدء تفشي المرض في ديسمبر/كانون الأول، وهو ما يرفع عدد الوفيات إلى 170.

بينما ارتفع عدد المصابين إلى نحو 7700 شخص في البر الصيني (خارج هونغ كونغ). وهذا الرقم تخطى عدد الإصابات عند انتشار فيروس سارس (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد) الذي أصاب 5327 شخصاً في 2002 و2003، وأدى إلى وفاة 774 شخصاً في العالم، بينهم 349 بالبر الصيني.
مئات في الحجر الصحي

في حين يعزل هذا الحجر الصحي القاسي الذي فُرض في 23 يناير/كانون الثاني، 56 مليون شخص يقطنون بالمنطقة عن العالم، نظمت الولايات المتحدة واليابان عمليات إجلاء لعدد من مواطنيهما. ومن المتوقع وصول طائرة أمريكية ثانية في الأيام المقبلة.

كما أرسلت فرنسا بدورها طائرة إلى ووهان فجر الخميس، بحسب مصادر متطابقة. ويُفترض أن تعود يوم الجمعة وعلى متنها 250 شخصاً، بحسب مصدر قريب من الملف.

من المقرر وصول طائرة ثانية «في وقت لاحق من هذا الأسبوع»، بحسب المفوضية الأوروبية، لإجلاء فرنسيين وأوروبيين.

كما يُفترض أن يجري ترحيل نحو 350 أوروبياً وفرنسيّاً أيضاً على متن طائرة من نوع «إيرباص 380″، وصلت من البرتغال الخميس، كما أعلن قبطانها اليوناني للتلفزيون البرتغالي، حيث ستقوم فرنسا باستئجارها.
ووهان مدينة أشباح

بدت ووهان، حيث منعت الحركة غير الضرورية للسيارات، الخميس كمدينة أشباح. وبقيت المتاجر والمطاعم مقفلة بأغلبها، في حين كان عدد المشاة بشوارعها أعلى بقليل من الأيام الماضية، بحسب صحفيين في «فرانس برس».

يرفض بعض الفرنسيين المغادرة. يقول الطبيب فيليب كلاين لـ «فرانس برس»: «هذه خطوة مدروسة… عملي هنا هو مساعدة الأجانب»، واصفاً نفسه بـ «مُروِّض الفيروس».

تخطط دول أخرى لإجلاء مواطنيها أيضاً، فقد أعلنت إيطاليا إرسال طائرةٍ الخميس، وتستعد برلين لترحيل 90 ألمانيّاً في «الأيام المقبلة»، وكذلك ستفعل كندا. وأعلنت نيوزيلندا الخميس، أنها سترسل طائرة إلى ووهان تتسع لـ300 شخص.

أعلنت لندن أيضاً أن طائرة بريطانية كان مقرراً أن تعود الخميس، أُعطيت الإذن بالإقلاع الجمعة صباحاً من ووهان وعلى متنها 200 بريطاني.
آلاف الأجانب لا يعرفون مصيرهم

تقول أفينيا تاسريبيخ، التايلاندية الحامل، البالغة من العمر نحو 30 عاماً: «أشعر كأنهم لا يأبهون بنا. قد أموت من الجوع، قد أتلقى العدوى وأموت»، في حين لم تعلن بانكوك عن أي خطط لترحيل مواطنيها من ووهان.

تزامناً مع ذلك، وصل نحو 195 أمريكياً، صباح الأربعاء، إلى قاعدة عسكرية في كاليفورنيا وخضعوا لفحوص. ولم تظهر عوارض على أيٍّ منهم، لكن سيبقون في الحجر الصحي 72 ساعة.

في المقابل، ومن بين 206 يابانيين رُحّلوا إلى طوكيو الأربعاء، هناك ث
لاثة مصابين بالفيروس يضافون إلى 14 حالة مسجَّلة أصلاً في الأرخبيل. ولم تفرض طوكيو حجراً صحياً على مواطنيها.

على الرغم من أن معظم الإصابات سُجِّلت في البر الصيني، تأكَّد وجود أكثر من 80 حالة في 16 دولة أخرى أيضاً.

المصدر
عربي بوست
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى