نفق الجامعة .. حين نهدم الذكريات الجميلة / زايد الكركي

نفق الجامعة .. حين نهدم الذكريات الجميلة
كم تألمت يوم أمس وانا ارى عملية هدم نفق الجامعة الاردنية الذي كان دوماً اول المعالم الجميلة التي تعترضك في زيارتك لأم الجامعات كم كان هذا النفق جميلاً ببسطاته ومحلاته المتنوعة كم كان هذا النفق مصدراً للراحة فحين تمر تجد الجميلات الخُلق يبحثن جاهدات عن لون الشالة الامثل وعن غطاء هاتف بلون شبابي يضفي على الهاتف رونقاً جميلاً .. ثم تجد بعد ذلك بائع الذرة والترمس ذو النكهة الساحرة .. ثم يأتي ذلك الشيخ الذي يبيع ال “سيديهات ” المنسوخه المقلدة التي كانت ورغم ردائتها الا انها اقلُ رداءة واصطناعاً من الحياة خارج هذا النفق , في هذا النفق بدات قصص جميلة وانتهت قصص اجمل , كم شهد هذا النفق فرحاً وتفائلاً وانكساراً وهزيمة ..في هذا النفق البسيط كان الطلاب يسيرون كخلية نخل مهرولين ساعين نحو العلم ونحو المستقبل , كم من الافكار جال بخاطرهم وكم من الاحلام صنعوا حين مسيرهم وكم مرة فكر فقيرهم بخلق معجزة في مصروف الشهر وشراء وجبة او ربما ” سندويشة ” صغيرة , كم مرة سار فيه الطلاب وهم يفكرون بصعوبة التخرج وتعقيدات المعدل التراكمي وضياع الحب الاول , كم شقة وكم من عبارة ” مطلوب شريك سكن ” طُبعت ووضعت هناك… . كم كنا عند مخرج هذا النفق صيداً ثميناً لكنترول باص صويلح والسلط والبقعة ..
بالامس هُدم هذا النفق لأجل الباص السريع . من اجل هذا الوهم الذي عكر صفو العمانيين ومن زارهم على مدار سنين مضت .. تُرى حين يفشل الباص السريع وسيفشل حتماً .. من يعوضنا عن ذكرياتنا التي هدمت هناك .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى