صوت الغد وغينيس .. ما الفائدة ؟ / غيث التل

BB3A7175


تابعت كما العديد من الأردنيين التحدي الذي خاضته إذاعة صوت الغد لكسر الرقم القياسي العالمي لعدد ساعات البث المتواصلة حيث قامت الإعلامية جيسي أبو فيصل والفنان أمجد حجازين ببث ما يفوق 61 ساعة متواصلة على الهواء مباشرة وضمن أسس أقل ما يقال عنها انها معقدة وتكاد تكون مستحيلة التطبيق.

جيسي وأمجد اكملا التحدي بعزيمة وإصرار كبيرين شاهدته بعيني واستطاعا تخطي حاجز الـ 61 ساعة التي تؤهلهما لدخول الموسوعة العالمية
ما قامت به أبو فيصل وحجازين ليس كسراً للرقم العالمي فقط ولم يكن تسجيل اسميهما في الموسوعة ليمر مروراً عادياً لانهما استطاعا فعلا كسر العديد من الظواهر السلبية التي شهدناها في إعلامنا الأردني سابقاً بل نجحا في جمع الإعلام الأردني وتوحيد كلمته.

فبدلاً من التراشق الإعلامي عبر اثير الإذاعات الأردنية والذي عاشه الوسط الإعلامي في الاردن في أوقات مختلفة فقد توحدت معظم الإذاعات الأردنية والمحطات الفضائية في حالة تسر النظر وتفرح النفوس وهو ما نأمل ان يتكرر كثيرا وطويلاً، ويكون سنة حميدة نستن بها فشاهدنا معظم العاملين في مجال الإعلام في الأردن يتوافدون إلى مبنى “صوت الغد” لكي يشدوا من أزر زميليهما والوقوف بجانبهما ومنحهما المعنويات لإكمال ما هدفا إليه.
تحدي جيسي وأمجد لم يكن به تبذيرا للمال أو النعمة او استهتاراً بها بل كان في الدرجة الأولى تحدياً للذات يعلمنا ما معنى ان تصل لهدفك الذي ترسمه لنفسك بكل عزيمة وإصرار.

ما دفعني لكتابة هذا المقال وانا اطالع بعض المعلقين وبعض ما كتب عن ذات الموضوع ومحاولة البعض “تكسير مجاديف” هذا النجاح بطرح السؤال المعتاد بعد كل عمل .. ما الفائدة مما حصل ؟؟

وباختصار شديد ودون ما إطالة كبيرة اسمحوا لي ان اجيب إجابة مقتضبة من وجهة نظر شخصية فإن الفائدة التي قطفتها انا وبعض من تحدثت إليهم في الموضوع تمثلت بزرع روح التحدي والإصرار والمثابرة في النفس فرغم التعب والجهد فإن التحدي يمتلك خط نهاية لا بد من اجتيازه للبدء في تحد آخر.
وكم هو جميل ان يزرع اسم مؤسسة أردنية بصبغة عربية في أحد اهم الكتب والموسوعات في العالم ولمن لا يعلم فإن العديدين في هذا العالم الواسع ضحوا بحياتهم أو مالهم ليكون أسمه في موسوعة غينيس العالمية

ولكن بعد ان تم طرح السؤال: ما الفائدة دعونا نسأل بطريقة مناقضة: ما الضرر مما جرى.

هل يرى البعض ان الضرر قد لحقهم نظير تحقيق الآخرين لهدف رسموه في مخيلتهم واستطاعوا الوصول إليه حتى وان اختلفنا معهم في التفكير حول هذا الهدف والطموح

وهل يرى البعض ان الضرر قد لحقهم بعد وضع اسم الأردن في موسوعة عالمية تتحدث عنها كل وسائل الإعلام في هذا الكون
وهل يرى البعض ان الضرر قد لحقهم في تحد جمع العديدين على المحبة والتشجيع والتآلف وهل يرى هؤلاء ان لا فائدة من زرع قيم التعاون بين أبناء المهنة الواحدة.

مع قناعتي التامة والكاملة بان ما قامت به جيسي وأمجد كان انجازاً يحفر بسطور من ذهب الا انه وان كان بالنسبة للبعض لا فائدة ترجى منه فبكل تأكيد ليس ثمة أذى لحقهم بتحقيقه

دعونا نفرح بعض الشيء فنحن في وقت نحتاج فيه للفرح والإنجاز وكم نتمنى ان يكون بيننا الف جيسي والف امجد يضع كل واحد منهم هدفا نصب عينيه ويستطيع الوصول اليه رغم كل شيء

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى