.في مزهرية اسمك

[review]كنت أغار عندما أشاهد عصفوراً يلامس بجناحيه حرير سمائك، أو ترقص أمام هدبك طائرة الورق.. كنت ألملم بعضاً من ملامحك المغسولة بدموع المغتربين لحظة الوداع..فينفر على جسدي قشعريرة كمسامات التوت.. تقول لك بهمس العاشقين: كم احبك ..ما أضعفني أمام من أحب، هكذا أنا دائماً ؛ تذوب الكلمات في فمي عندما احتاجها، وتفرّ التعابير من غير أجنحة في فضاء الفكرة، تبرد قهوتي، تتعرق لغتي، وأصبح طفلاً خجولاً لا يجيد الا البكاء و الصمت..كم أشعر بضعفي أمامك يا وطناً يجدل صباحه ببسمة طفل رضيعٍ ومساءه بسكينة أمٍّ، كأٌمّي..ما زلت اقضم قلبي كلّما جعت من حبّك، وأقضم وجعي كلما أوجعني بعدك، وأرتوي من غيمةٍ مثلّجةٍ ببياض طهرك يا ملاذي وكتابي وعذابي وغيابي..عشبك الأشقر، نهارك المزنّر بالكادحين، غروبك الملوّن كعصير الشمس، رفرفة الحمام البرّي وهو يودّع النهار، أعشاش السنونو في بيوت الطين، كلّها تلوذ آمنةً في أكمام أرضك..كنبض في مرفق وليد، ورمشة في عين مشتاق…يحق للنجوم ان تعاكسك كل مساء وأن تغريك بضوءٍ خافت كضحكة صبية، يحقّ للدوالي أن ترتّب أوراقها على مفارقها وهي تتحدّث باسمك أمام مرآة البدر ..يحق للبسطاء الغافين على زندك أن يعشقوا زندك..لأنك الدنيا، أما أنا فأكتفي أن أرفع غطاء الليل عنك قليلاً، واندس فيك وقربك..وأقول لك..كم أحبك..يا وطناً جمعت كل ألوان الدنيا..في مزهرية اسمك..ahmedalzoubi@hotmail.comأحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى