صناعة شمّاعة من الوهم

صناعة شمّاعة من الوهم / كامل النصيرات

أكثر أمّة تصنع الوهم هي نحن..بل وتتجلّى عليه..وتصدّقه؛ ليصبح في وجدانها حقيقة مطلقة..! لذا أستطيع أن أتنطع وأقول بكلّ فخر: إننا أمّة الشمّاعات (العلّاقات) رقم واحد وهذا وحده إنجاز لا نسمح للأمم الأخرى بأخذه منّا..!
نحن لا ننجز على صعيد الأفراد في المجتمعات العربية..اسألوا أنفسكم وجيرانكم وأصدقاءكم وعشيرتكم الأقربين..اسألوهم بشكل فردي: لماذا لم تفعل كذا أو كذا؟ سيستحضر شمّاعة الوهم ويعلّق عليها أسباب عدم انجازه..! حتى قد تصل بأحدهم بأن يقول لك: أُمّي كانت حاملا حينها..!
تسأل مثقفاً كبيراً: لماذا لا تحاول أن تغيّر بالناس..؟ يجيبك بعد أن يتوهّم الشمّاعة: الناس ما بتستاهل..! تسأل اقتصادياً: لماذا نظريتك الاقتصادية لم يستفد منها الناس؟ يصنع الشمّاعة فوراً ويجيبك: يد وحدها لا تصفّق.. مع أن نظريته قائمة على اليد الواحدة..! تسأل زوجتك: ليش ما طبختي أو ليش عملتي هيك؟ ما أكثر الشماعات حينها: إنت مش داري بي..أخ بس لو تفهمني..سناني بوجعوني؛ مع أن أسنانها لم يكنّ يوجعنها وهي(تدرم خيار) أو (تفصفص بزر) قبل قليل..! تسأل مسؤولاً: أين ما وعدت فيه قبل أعوام؟ تنتصب الشمّاعة: أعداء النجاح يحاصرونني؛ ولكنني سأقاوم..!
وهكذا دواليك..بارعون في صناعة الشماعات هروباً من الحقيقة؛ هروباً من الكسل؛ هروباً من عدم الكفاءة؛ هروباً من الحياة..!
كنتُ أتمنى أن أوزِّع عليكم مصاري كلكم ولكنني لم أجد العشرة صناديق في المغارة التي لم أذهب إليها..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الله يرحمها أمي كانت تقول “قوم يا عبدي ت عينك وقعد ت هينك” ولا في أمة بالتاريخ حكمت العالم على البارد المستريح!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى