صرع / احمد الوهيبي

صرع
بلحظة تحول كل شيء الى لحظة مجنونة من الصمت، الصمت الذي يعقبه الثوران. ثوران البركان.
ثم بدأت خيول كثيرة تركض في كل اتجاه، بيضاء وحمراء وسوداء وملونة، يتناثر الزبد من افواهها وهي تصهل وتعدو، تقف على قدمين تهز رأسها بحنق ويتطاير شعر عنقها ورأسها. خيول برية بلا لجام!
كرات تنس تضرب انحاء رأسي من داخله، كرات متطايرة تصطدم بقوة بجدار الجمجمة. وأنا لا استطيع التفكير. تشوش خط الحياة في عقلي.
سقطت، ارتطمت بالأرض، او بالاصح، ارتطم رأسي بالارض، وسال خط ابيض من اللعاب على جانب فمي، واخذ جسمي يرتعش، احدى رجلي ترفس الهواء… ثم توقفت عن الحركة. وغامت الدنيا في عيني.
عندما استيقظت، كان جمهور من الناس قد اجتمع حولي، وانا اسمع احدهم ينادي احضروا سيارة اسعاف. وامرأة تغطيني بمعطف كان في يدها… وهي تردد: مسكين!
كان احدهم يروي: كنت امشي خلفه متجها الى العمل: بينما سقط فجأة على الارض! اظنها حالة صرع…

وقفت. وبهدوء واتزان ناولت المرأة معطفها، شكرتها على لطفها. ومضيت مخترقا الحشد الذي التف من حولي…
كان احدهم لا يزال يتبعني… يبدو بأنه يريد ان يطمئن بأني لن اسقط من جديد.
وفي نهاية الشارع، انعطف يمينا بينما واصلت انا سيري الى الامام.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى