” عمّان على شفاه غيمة ” للشاعر عادل الخطيب

شعر
نَقْشٌ
عَلَى شَفَاْ غَيمَة ديوان للشاعر
عادل الخطيب
” عمّان على شفاه غيمة ” .
لقد جاء ديوان الشعر للشاعر عادل الخطيب ” على نقش على شفاه غيمة” الصادر في عمان حديثا ؛ بسيطا ؛ منسوجا ؛ كأنما على الفطرة ؛ التقط الظاهر والعابر من مشاهد الحياة العمّانية ؛ ثمّ ما تلبث أن ترسُب في نَفسْ صاحبها ؛ لتهبط في بؤر عميقة ؛ هي قرارةُ وجدانه الخاصّ ؛ لكيان شخصي في طريقه إلى التّشكّل بين انتماءَيْن وتاريخَينْ وثقافَتَيْن وسلوكَينْ ربمّا باتّجاه هويةثالثة : ” لا لَستَ انتَ
الُمبدعُ ولا البَادع
فَفي حَنايا رُوحي
تَكثُر الرَوائع ” .
لن يكتب عادل الخطيب عن أحد فكرة مغلقة ؛ مكان ؛ شيء، إلا عن هويته ؛ كنتَ تهواه. الهوى القديمُ أحلى وابعث على الشَّغَف ؛ وادعى إلى الحنين وجلب الأستيهام ؛ ليمتلئ الفضاء حولكَ بالصور والاستعارات :” هذي البلالُ ثكْلى بعدما صدحتْ
تَبكي الشجيراتُ إذ ترثيكَ يارجلُ” .
عمّان لعادل الخطيب ؛ لن تكون كلمة فقط ؛ في هذه الأبجدية . إنما حقيقة ؛ جامحةٌ هائمةٌ ؛ متصعلكةٌ فاتكةٌ ؛ متهكُةٌ جامعةٌ ؛ لا مانعة ؛ بوّاحةٌ هادرةٌ/ ارضٌ سماءٌ/ ترابٌ رمادٌ/ حريقُ ضياءٌ/ هي الجميع لا احد / بالرغم من كل هذا فعمّان كما يراها عادل الخطيب جاء على الشكل الآتي : ” لا تسالَنُ فى أيِّ دربٍ مسْكني
كلُّ الأماكنِ موطني وزماني ” .
يأتي ” نقش على شفا غيمة ” لعادل الخطيب أغلبه؛ في قالب يوميات . إما تتسلسل زمنياً؛ او تتباعد . وطوراً تأتي سياقاً مثل سكة حديد يمر فوقها قطار الحياة بعرباته ؛ داخل كل عربة مسافرون ؛ يقرؤون ويحلمون ويحكون . إن الحكي عماد هذا الديوان ؛ بقدر ما يدور على محور فصول الحياة ؛ ترها عيونٌ ؛ وتحسّ بها ذات .
سيجد القارىء الجوّال بغيته هنا ؛ إذ الإقامة في عمّان عنوان كبير تنضوي بداخله عناوين متفرّدة ؛ هي جزء من سيرة الخطيب . وعليه عادل الخطيب يرسم العالم الخارجي ان يعي بأن قيمة الكاتب والكتابة تكمن في التجربة والرؤية الفردية ؛ ولاتتأتّى إلا من ذات ؛ بعض سيرة ذات خصوصية يهديها لنا الكاتب في هذا الديوان بسخاء .
سليم النجار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى