صحافيون: تراجع في الحريات وغسيل دماغ للشعب

سواليف – احكام الدجاني

يستذكر صحافيو العالم “اليوم العالمي لحرية الصحافيين”، فكيف مرّ هذا اليوم على صحافيي الاردن؟

سواليف وجهت السؤال للصحافيين متسائلة عن توقعاتهم للصحافة الاردنية في المستقبل القريب فلم يكن التفاؤل حليف حرية الصحافة والصحافيين في الاردن، وتطرقوا الى الازمات الاقتصادية التي يعاني منها الجسم الصحافي والاستغناء عن الصحافيين.

لميس اندوني.. نحتاج نقابة قوية

الصحافية لميس اندوني تقول: ان هناك تراجع في الحريات الصحفية ومع استمرار هذا التراجع وحتى في المستوى المهني، فإننا نحتاج نقابة قوية تصون حقوق العاملين مهنيا وماديا، اتمنى على الجميع الركيز على الحرفية والمهنية والمصداقية، وهذا واجب كل الصحف والمواقع وكل اعلامي، يجب أخذ مصداقية الخبر بجدية أكثر والتأكد قبل النشر.

واضافت، على الصحفي ان لا ينتظر الدورات التدريبية بل يقوم بتطوير نفسه بالقراءة والتجربة وعلى محرري المواقع والصحف بشكل خاص اعطاء النصح وابداء قسوة مرنة في التعامل مع النصوص والتقارير والاخبار توخيا للدقة.

على الصحفي ان يتعلم من التجربة ويأخذ كل كلمة يكتبها بجدية، لكن تبقى مسألة الحقوق المادية في الدفع وعدم الاستغلال وهذه نقطة رئيسية يعاني منها اغلب الصحافيين في غياب تضامن حقيقي معهم.

جهاد الرنتيسي ابدى عدم تفاؤله من كل ما يحيط به وأجاب:

انا غير متفائل من كل ما يحيط بي، احاول توضيح الامر بعض الشئ، الصحف الورقية في انحدار مستمر على المستويات المهنية والمادية، وفي ذلك وصفة سحرية لانسداد الافق وتوقع الاسوأ، بالنسبة للصحافي جهاد الرنتيسي.

اما المواقع الالكترونية والفضائيات فلم تسد الفراغ، وكل ذلك يدلل على انسداد الافق، وحين ينعدم وجود صحافة حقيقية، لا ارى حاجة للحديث عن حرية صحافة، ان نتحدث عن حرية شئ غير موجود اقرب الى العبث.

الصحفي الاردني يعاني من ازمات مركبة، خذي على سبيل المثال المسار الذي اخذته في قضية ازمة الزملاء المفصولين في جريدة “العرب اليوم”، احباط راكمته طرق المعالجة، ودفعنا فاتورته، وهناك في الجسم الصحفي مرشحون كثر لمواجهة ذات المصير.

محمد فضيلات.. ازمة اقتصادية

اليوم العالمي لحرية الصحافة بحسب الصحافي محمد فضيلات يمثل للصحفيين الأردنيين فرصة للبكاء على واقع الحريات الإعلامية في بلادهم، في ظل التوسع في التشريعات السالبة للحريات الإعلامية تحت مبرر تنظيم العمل الصحفي، والتي كانت سبباً في توقيف العديد من الصحفيين استناداً إلى قوانين العقوبات والجرائم الإلكترونية.

وفيما يجري الحديث عن حرية الصحافة فإن صناعة الصحافة في الأردن تعاني من أزمة اقتصادية حادة أصبحت تهدد المؤسسات الصحفية بالإغلاق والاستغناء عن الصحفيين، دون أن تتحمل الجهات المعنية مسؤوليتها عن معالجة الأختلالات التي يعيشها سوق الصحافة.
لا يحمل المستقبل أفقاً مبشراً لواقع حريات الصحافة في الأردن، في ظل استمرار العقلية السائدة في التعامل مع الصحفيين من خلال المنظومة العقابية ونهج حجب المعلومات.

عمر العساف.. الأفق مظلم

الصحافي عمر العساف لم يجد اختلافا بين الثالث من ايار واي شهر من خلال اجابته على اسئلة سواليف: لا يختلف الثالث من أيار عند كثير من الصحفيين عن الثالث من أي شهر، سوى أنه يوم تستمر فيه معاناته بعد أن استهلك وبسرعة راتبه الذي قبضه نهاية الشهر السابق، هذا إذا كان هناك راتب.
الصحافيون الأردنيون لا يلقون بالا إلى اليوم العالمي لحرية الصحافة، فهم منطقيون وواقعيون، يعلمون يقينا ان الحديث في هذا الموضوع هو من ترف القول، او ممارسة رياضة ذهنية.. وأنها قد تكون مهمة لطرفين، الحكومة لتتبجح بأنها تعتني بالحريات وبحرية الصحافة، او لتدافع عن نفسها أمام سيل الاتهامات من المنظمات والهيئات الخارجية بالتعدي عليها.

الطرف الآخر هو وكالات (او دكاكين) التمويل الاجنبي التي تجد هذا اليوم فرصة ومناسبة سانحة لتنفيذ فاعلية تعلم جيدا انها لن تقدم أو تؤخر، وإنما تزودهم بالمال على حساب المانحين، وهي (أي الوكالات) لا تجرؤ على الدفاع عن حرية صحفي أردني مختطف من دولة سجلها أسود في حالات الاختفاء القسري.
واضاف عساف: لا أستطيع أن أكون متفائلا حيال مستقبل الصحافة الأردنية، وإنما قد اتفاءل قليلا حيال خفض الانتهاكات لحريتها، بعد أن استتب الأمر للدولة وأجهزتها الأمنية بتدجين الغالبية العظمى من وسائل الإعلام الأردني وكثير من الصحفيين الأردنيين.

ما يثير قلقي حقيقة هو الشعب الأردني الذي يتعرض لحملات تضليل وتجهيل وغسيل دماغ من قبل إعلام داجن تخلى عن رسالته بفعل عوامل كثيرة وبات بوقا لمنظومة الفساد التي تعشش في جميع أركان الدولة.

الأفق مظلم وغير مبشر، لأن هناك إرادة سياسية تقول غير ما تفعل، وما تفعله هو إفساد الصحفيين ووسائل الإعلام وإخضاعهم لسيطرتها.
هذه الإرادة السياسية تخشى شيئا واحدا هو “مظهر الأردن” المزيف الذي تحرص على أن يكون بهيا أو أقل سوءا أمام العالم المتحضر. وحتى هذه الخشية تدنت أخيرا بعد غض الطرف من عواصم القرار العالمي المؤثرة عن الانتهاكات الأردنية التي تتستر بمكافحة الإرهاب لتكميم الأفواه وتكسير الأقلام النظيفة، وتجعل من قانون منع الارهاب سيفا مسلطا على الرقاب.

راكان السعايدة .. مرور مؤلم

مر اليوم العالمي لحرية الصحافة مرور مؤلم نظرا لواقع الحريات المختل ونظرا لتدهور واقع الإعلام الورقي؛ كما يصفه الصحافي راكان السعايدة، ففي جانبي الحريات والمعيشية والأمن الوظيفي المأزق كبير ويترك أثره السلبي على الأداء الإعلامي والمهنة عموما.

واليوم العالمي يذكرنا كل عام بأن واقع الحريات والحالة الاعلامية لم تتقدم، وفي كل عام نأمل أن نحتفل بمنجزات إعلامية وعلى صعيد الحريات لكن للأسف في كل مرة نتراجع ونشهد إعادة التقييد في تشريعات عدة من شأنها المس بالمهنة واشتراطاتها.

والأمور تذهب للأسوأ وفي العالم المقبل سنكتشف أن التراجع مستمر في الحريات وربما تخرج صحف من المشهد.. باختصار الأمر لا يبشر.

غادة الشيخ .. حالة يأس من صحافة حرة

اما الصحافية غادة الشيخ فتؤكد ان هذا اليوم مرّ هذا العام مرور الكرام، وكانت جعبة آمال الصحفيين بمستقبل خال من القيود على الصحافة تكاد خالي، واعزو ذلك لكثرة الاحباطات التي طالت آمال الصحفيين السابقة إضافة إلى حالة اليأس من صحافة حرة نظرا للظروف الملتهبة التي تمر بها المنطقة، وعن توقعاتي أتوقع عن تقرير حالة الحريات الصحافية في الأردن الذي سيصدره مركز حماية وحرية الصحفيين يوم السبت المقبل سيلقي بظلاله على القيود التي تمر بها صحافتنا اليوم من جراء قانون منع الإرهاب وقانون الجرائم الإلكترونية.

عمر العبداللات.. الصحافة الشرسة

في الوطن العربي بشكل عام الهم العربي واحد، ومر يوم الصحافة كما السنوات السابقة، للاسف لا يوجد ما يسمى صحافة حقيقية تحارب بشراسة كما يجيب رسام الكاريكاتير عمر العبداللات وتبقى مؤثرة بشكل قوي على باقي السلطات، وعلى الاغلب تمثل بعض الصحف العربية جهة معينة دون نسيان الدور الريادي لتلك الصحف التي تعتبر مدرسة للتعلم منها.

بالنسبة لي شخصيا وهذا اساس ولن اتراجع عنه وهو حرية الرسام والقضايا التي تطرح .. بشرط عدم التحريض على الكراهية او شيء من الظلم، مع حرية الرأي بشكل كامل فلولا الحريات ما بقدر الواحد منا التطور، وهي عبارة عن نقد واجتماع النقد مهم جدا.
الصحافة في الاردن في تراجع ولكن هناك حالات ناجحة جدا والمواقع الالكترونية ناجحة مع مواكبة التكنولوجيا وعصر الانترنت، واحب تقديم شيء مميز عن الاخرين في الصحافة الالكترونية كي نضمن استدامة الفكرة.

رولا ابو الروس.. متفائلة

الصحافية رولا ابو الروس أبدت تفاؤلا تجاه هذا اليوم كما تقول ان لهذا اليوم معاني كثيرة للصحافيين الذين يعتبرون مهنتهم رافعة من روافع الإصلاح وحلقة اتصال بين المجتمع والدولة من جهة ووسيلة لتحقيق الرقابة والشفافية والمساءلة من أجل الصالح الوطني من جهة ثانية، بالإضافة إلى دور الصحافة في تعظيم القواسم المشتركة بين شعوب العالم لدعم الحرية وحقوق الإنسان والانفتاح على الأفكار التي تدعم التفاهم بين الشعوب والتقدم الإنساني.
اتوقع ان يتخذ الجسم الصحافي موقفا حاسما لإنهاء تطويع القوانين بهدف تقييد الصحافة وتهديد العاملين فيها مثل التفسير القانوني الذي يجيز حبس الصحافي من خلال احالة قضايا المواقع الالكترونية ومنابر التواصل الاجتماعي إلى قانون الجرائم الإلكترونية.

كما اتوقع ان يتم تعديل قانون حق الحصول على المعلومة لتعزيز الشفافية وحق المواطن في معرفة الحقيقة.

اسلام سمحان .. الكسب المادي على حساب المهنة

تمر الأيام كلها سيئة على الصحفيين والصحافة في الأردن؛ من وجهة نظر الصحافي اسلام سمحان، منذ بدأت الحكومة بالتضييق على صاحبة الجلالة (الصحافة) والعمل على عزلها وتحديد صلاحياتها ومهامها في التطبيل والتسحيج.

أما ماذا يعني يوم الصحافة؛ فيعني لي الكثير خاصة في منطقة أصبح فيه الإعلام دعائي وصار ينظر أصحاب المؤسسات الإعلامية للصحف نظرة تجارية هدفها الكسب المادي حتى على حساب المهنية والمضمون لذلك أهمية هذا اليوم تعود لقرع جدران الخزان تحذيرا بأن الصحافة في خطر والصحافيين باتوا أكثر الناس مهددين في رزقهم وعلينا البحث لإيجاد حلول لازمة الصحافة التي تتفاقم يوما بعد يوم.

وحول توقعاتي فهي سوداوية للأسف لأن صاحب القرار والسلطات الأخرى يتعمدون ذبح الصحافة وتصفية كل الإعلام الذي لا يتماشى مع اجنداتهم قولي لي منذ في آخر 3 سنوات هل نشرت صحيفة عن أي قضية فساد رغم وفرة الفساد الذي صار علينا؟ طبعا لا فبعد إغلاق العرب اليوم أصبحت الصحافة وصار الإعلام مجرد ميوعة على الهواء وسذاجة على الشاشة وتفاهة على الورق فافرغ الإعلام من مضمونه وأهدافه وصار تسلية وترفيه وأداة الهاء عن القضايا المركزية والأساسية.

سوسن المدني .. قصة حرية تستفزني

مر على الصحافيين الاردنيين مثل كل شيء يمر على الشعب، هكذا تراه الاعلامية سوسن المدني مقصوم بين خيارات لا يفهم اصلها واختيارات الاخرين حسب مصلحة من حوله دون الاستفادة من اي شيء.

اما قصة حرية فإنها تستفزني، لسنا بلاد حريات ابدا ابدا، ليس لنا خيار في اي شي كل شي مفروض علينا فرض تحت مسمى الديمقراطية المقنعة بالدكيتاتورية ومستقبل الاعلام في الاردن السوشال ميديا ستأخذ الحيز الاكبر وستصبح هي الصرح الاعلامي ومرجعية الناس على حساب كافة وسائل الاعلام في الاردن التي بدأت تضمحل وتتراجع واخذت معظمها ترتدي عباءه التراث العشائري والموروث والعادات والتقاليد واعتقد ما عاد حدا بحاجة يشتري جريدة او يفتح على التلفزيون الاردني او حتى يتابعهم على النت صار الفيس بوك والتويتر هو الصرح الاعلامي المتاح وفيه حريات اوسع للتعبير والخبر يصل اسرع من اعلام فوائد الميرمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى