شيء يشبه السعادة / روان ضيا

شيء يشبه السعادة
يقولون أن السعادة تنتقل بالعدوى… لا تنتظر عدوى أحد…كن حاملا لهذا الميكروب” أنيس منصور”.
وجدت نفسها أمام العبارة شاردة الذهن وخاصة بعد ما جائتها هذه العبارة ضمن الرسائل المرسلة من صديق اعتقدته قد اختفى عن حياتها، كانت هذه العبارة ضربة موجعة وكأنها صفعة على خدها ، ضاقت بها كل الطرقات التي عرفتها في حياتها ، وفي تلك اللحظة كانت العبارة ملهمة لها لتتسائل عن معنى السعادة التي أغفلتها وهي تصارع الحياة يوماً بعد يوم، كيف لها أن تتناسى هذه الثمرة التي غرستها في الماضي ولم تعتن بها وأهملتها إلى أن اختفت من حياتها.
لم تعد تعي من أين تبدأ في لوم نفسها أو ما هي الطريقة التي يمكنها فيها أن تعوض ذلك الحرمان وذلك الألم أو ربما تلك السنوات التي أهدرتها سدى وهي في طريقها تبحث عن المجهول ، ذلك المجهول الذي كان أمامها كل تلك السنوات دون أن تدرك، ربما أصاب العمى قلبها في السنوات الماضية، ولكن عقلها أين كان؟ الشيء الغريب أن محتوى الرسالة هو الذي أيقظ النور المختبئ عنها.
لم يفت الآوان بعد ، ربما أضاعت الكثير والكثير من ريعان الشباب وهي تبحث عن شيء اعتقدت في نهاية المطاف أنه لم يعد له أي وجود، ولكن الآن بإمكانها إصلاح ما فات وخاصة بعدما أيقنت أن السعادة لا تأتي عندما نبحث عنها، فهي موجودة في كل لحظة من حياتنا، ولكن لا يمكن أن تستشعر السعادة وهي هائمة في الألم، كيف لها أن تشعر بالفرح وهي غائبة ومنشغلة في ألم الحب ، وألم الفراق، وألم الخيبة، لا يمكنها الاستمرار في التفكير على هذا النحو، حيث أن هذا التفكير مرهق للعقل والجسد، وهذا ظلم في حق النفس، إلا أن تلك الخيبات المتراكمة ربما تكون ملاذاً في المستقبل وهذا ما يصعب إدراكه الآن، ولكن ما يهم أنها استطاعت أن تدرك معنى السعادة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى