شهر رمضان وانفراج أزمة كورونا

شهر رمضان وانفراج أزمة كورونا
خوله كامل الكردي

ينظر المسلمون بفارغ الصبر حلول شهر رمضان الكريم، ليسترجعوا أعمالهم خلال سنة كاملة، راجين من الله أن يمحو ذنوبهم ويرفع درجاتهم في الآخرة، مجددين العهد على المضي قدماً في حياة ملؤها العطاء والإحسان، ومع أزمة كورونا يزداد الشوق لقدوم شهر رمضان المبارك لكي يكون فرصة إيمانية ذهبية، يدعو فيها المسلم ربه ويناجيه أن يزيح الغمة ويكشف الكربة، ويرفع البلاء عن المسلمين والبشرية، داعيا الله أن لا يكون هذا الوباء غضب لكثرة ذنوب العباد وابتعادهم عن جادة الصواب.
لا يزعم إنسان أنه لا يوجد أخطاء بل كوارث ارتكبت بحق أبرياء على مدار التاريخ، والمجتمع الإنساني قد وقف متفرجاً على أناس تنتهك حقوقهم وتضيع حياتهم بالحروب والنزاعات الغير مجدية، لأجل مصلحة زائلة، فتاتي جائحة كورونا كي تذكر البشرية بضرورة إعادة الحق لأصحابه والوقوف مع المضطهدين في الأرض، ومراجعة النفس مراجعة صادقة خالية من أية منفعة، لكن ما نراه في العالم اليوم، يشي بأن هذا العالم الذي يتغنى اقوياؤه بالحرية والديمقراطية والمساواة، قد فقد بوصلته وفي أوج مرض كوفيد-٢٠١٩، لا زال البعض مصرا على المضي قدماً نحو تحقيق مآربه التي جلبت على الإنسانية الدمار والألم.
إن شهر رمضان المبارك، جاء ليخفف عن المسلمين أوجاعهم، وليقفوا امام خالقهم خاضعين خاشعين، لعل الحال يتغير وتنفك عقدة مرض فيروس كورونا، ومع ازدياد أعداد البلاد التي اجتاحها وباء كورونا، بات على المجتمعات العربية والإسلامية حمل عبءمستجد قد طرأ عليها من غير سابق إنذار.
ونحن في رحاب أجواء عطرة تحل علينا قريباً، ندعو الله ونرجوه وحده ولا نرجو غيره، أن يلم شمل الامة ويوحد كلمتها حتى تتمكن من ان تستجمع قوتها ويحق قول الله سبحانه وتعالى عليها في كتابه الكريم”كنتم خير أمة أخرجت للناس”. امتنا أمة عظيمة فما بعد كورونا لن يكون كما كان قبلها، ستقف أمتنا من كبوتها أبية عزيزة، وستنفض عن ظهرها غبار التهميش والغرق في نزاعات جلبت عليها الويلات، واجبرتها أن تخفض رأسها حتى تمر العاصفة، التي استمرت ردحا من الزمان .
أمتنا العربية والإسلامية لم تمت، لكنها في غفوة ما تلبث أن تصحو منها، وستنهص وتعود أمة قوية تمسك من جديد شعلة الحضارة متوشحة بنبراس العلم والحق كما كانت في سابق عهدها، ويكون لها كلمتها المسموعة في عالم توحش عليها زمنا طويلا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى