شاهد اللحظات الأخيرة لطبيب أطفال حلب قبل قصف المستشفى “فيديو”

سواليف

بثّت القناة البريطانية الرابعة السبت 30 أبريل/نيسان 2016، مقطع فيديو يُظهر اللحظات الأخيرة لقصف مشفى الأطفال بحلب الذي استُهدف من قبل طيران النظام السوري، مما أدى إلى مقتل الكادر الطبي والمرضى الذين كان يتداوون أثناء سقوط القذائف.

ويظهر في الفيديو طبيب الأطفال محمد وسيم معاذ، الذي قتل في القصف وهو يتنقّل في أروقة المشفى حيث كان يقوم بمهمّته في علاج الأطفال.

ولاقى خبر مقتل الطبيب محمد وسيم معاذ – الذي رفض الفرار من حلب بهدف البقاء لعلاج الأطفال، حيث كان يُعدّ آخر الأطباء المحترفين بتخصّص الأطفال- صدى واسعاً على الشبكات الاجتماعية والصحف الغربية.

وبعث صديقٌ له رسالة الجمعة 29 أبريل/نيسان 2016، تحدّث فيها عن المهام الإنسانية الذي كان يقوم بها رفيق دربه داخل مستشفى المدينة قبل أن يُدمّر.

الدكتور حاتم قال في رسالة تحت عنوان “الليلة الماضية قُتل صديقي آخر أكفأ أطباء الأطفال في حلب” إن صديقه محمد وسيم معاذ، اعتاد أن يعمل في مشفى للأطفال خلال النهار، ثم يتوجه إلى مشفى القدس ليناوب في قسم الإسعاف خلال الليل”.

نص الرسالة

أصدقائي الأعزاء:
أنا الدكتور حاتم، مدير مشفى الأطفال في حلب.
الليلة الماضية، قُتل 27 شخصاً من الكادر الطبي والمرضى في ضربة جوية على مشفى القدس المجاور. صديقي، الدكتور محمد وسيم معاذ، وهو أكفأ أطباء الأطفال في المدينة، قُتل في الهجوم.
اعتاد أن يعمل في مشفى الأطفال الذي أديره خلال النهار، ثم كان يتوجه إلى مشفى القدس ليناوب في قسم الإسعاف خلال الليل.

اعتدنا أنا والدكتور معاذ أن نقضي ست ساعات في اليوم معاً. كان ودوداً، لطيفاً واعتاد أن يمزح كثيراً مع كافة أعضاء الكادر الطبي. كان طبيباً محبوباً للغاية في مستشفانا.
أنا في تركيا الآن، وكان من المفروض أن يزور عائلته هنا بعد أن أعود إلى حلب، فهو لم ير عائلته منذ 4 أشهر.
بقي الدكتور معاذ في حلب، المدينة الأخطر في العالم، بسبب وفائه المطلق لمرضاه، فالمستشفيات هي أكثر المواقع التي تستهدفها القوى الجوية الحكومية والروسية.
قبل وفاته بأيام قليلة، أصابت ضربة جوية منطقة تبعد 200 متر فقط عن مشفانا. وحين ازدادت حدة القصف الجوي، ركض الكادر الطبي إلى الطابق الأرضي حاملين حاضنات الأطفال أملاً في حمايتهم.
شأنه شأن الكثيرين، قُتل الدكتور معاذ لإنقاذه الأرواح. نتذكر اليوم إنسانية الدكتور معاذ وشجاعته. رجاء شاركوا هذه القصة عسى أن يعرف الآخرون ما يواجهه الأطباء في حلب وفي كافة أرجاء سوريا.
الوضع اليوم دقيقٌ للغاية، قد تقع حلب تحت الحصار قريباً. نحتاج أن يشهد العالم على ذلك.
شكراً لأنكم تفكّ رون بنا
الدكتور حاتم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى