زهدي جانبك يكتب : الأغلبية الأردنية الصامتة .. رابع وسابع المستحيلات

#سواليف

#الأغلبية #الأردنية #الصامتة .. رابع وسابع #المستحيلات

كتب ..العميد المتقاعد #زهدي_جانبك

ذات صباح من ايام الربيع الاردني عام 1989، ردد الشعب الأردني انشودة من اناشيد الحرية، فسمعها التراب فأصبحت اهزوجة أحيت رماد #العنقاء التي نهصت من رماد محرقتها الاختيارية وحلقت في سماء الأردن، فتطاولت مع عنقها الطويل اعناق كل #الأردنيين وظنت كما ظنوا ان المجد قد عاد…

ولكنها سرعان ما أدركت ان رماد المحرقة أولى بها… وما علموا هم ان العنقاء ان لم تجد صيدا يشبعها مالت على أولادهم فاكلتهم، كما تأكل القطة احيانا أولادها…

يقال ان هناك 3 مستحيلات عند العرب تسمع بها ولا تراها هي: الغول، والعنقاء، والخل الوفي….كما اوردها صفي الدين الحلي :

لَمّا رَأَيتُ بَني الزَمانِ وَما بِهِم

خِلٌّ وَفِيٌّ لِلشَدائِدِ أَصطَفي

أَيقَنتُ أَنَّ المُستَحيلَ ثَلاثَةٌ

الغولُ وَالعَنقاءُ وَالخِلُّ الوَفي

نحن في الأردن أضفنا لها المستحيل الرابع وهي الأغلبية الصامتة، نسمع بها ولا نراها…على قولة إيليا ابو ماضي :

ألمحتها في صورة ؟

أشهدتها … في حالة؟

أرايتها في موضع؟

حتى كأنها (الأغلبية الصامتة) حُلُمٌ حلَّقت بهِ عَنقاءُ مُغرِبٌ.

ولسان حال اغلبيتنا الصامتة يقول: ملعون ابو هالاغلبية الصامتة،… الملك بحكي باسمها وبعتبرها معه،… والحكومة بتحكي باسمها وبتعتبرها معها،… والمعارضة بتحكي باسمها وبتعتبرها بصف المعارضة… والموالاة بتحكي باسمها، وبتعتبرها بصفها…

سنحها من اغلبية، وسنح صمتها الكل بحكي باسمها وهي منخرسة…

اغلبيتنا الصامتة لا تختلف عن الغول والعنقاء، فهي (اي العنقاء) تحرق نفسها كل خمسة قرون، واغلبيتنا الصامتة تحرق نفسها كل خمسة عقود… وتصمت صمت الأموات مع ان الكل يغني اغنيتها الخالدة ليبعثها من الرماد، ولكن لا حياة لمن تنادي … وهي (اي الأغلبية الصامتة) لا في العير ولا في النفير بل ان حالها حال المستحيلات الثلاثة الأخرى:

الجُودُ والغُولُ والعنقاءُ ثالثةٌ…

أسماءُ أشياءٍ لمْ توجدْ ولمْ تكنْ.

في الحلقة القادمة من المسرحية المستمرة ساحدثكم عن السعادة… واحدثكم عن اسطورة عودة الشباب… واحدثكم عن القناعة ، الله لا يشبعهم،… واحدثكم ، واحدثكم واحدثكم عن سابع المستحيلات: الأغلبية الصامتة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى