رياضيون بلا حدود محمية

رياضيون بلا حدود محمية / #يوسف_غيشان

من نعومة مخالبنا نعتاد على ممارسة الرياضة. في الحارات كنا نلعب (إحيا رفيق) وهي لعبة تعتمد على الركض ثم الركض والتملص من الرفيق من أجل إحياء الرفيق الآخر والعودة باللعبة إلى مرحلة البداية حتى تتخدر أظلافنا، فنعود الى بيوتنا مرغمين، ثم نعود لنكمل دروس الركض والاختباء في لعبة (طميّة العلبة) وال (طقّي واقري) و(أولك يا خر…).
في البيت نتعلم فن المناورة والرقص الإيقاعي حينما نتعلم فن التهرب من الشباشب المتطايرة باتجاهنا عن طريق ليّ الجسد بأشكال فنية تعاند معظم قوانين الفيزياء والرياضيات والفن التكعيبي، ولو رآنا أبو الجاذبية (نيوتن) لكان أكل التفاحة الساقطة، ثم نام…بلا قوانين بلا هم.
في المدرسة نتعلم القفز فوق الحواجز، ويتكئ أحدنا على يدي رفيقه حتى يتجاوز سور المدرسة ويهرب لغايات التدخين، أو حتى لمجرد الهرب والإحساس بنكهة الحرية خلال فترة الدوام الرسمي.
ثم نقيّد في الجامعة، وهناك نتعلم فن الماراثون، الذي نمارسه يوميا خلال الجري وراء الباصات، ونلحقها حتى نصل الى باب الجامعة، فندخل الى المحاضرة …. وننام.
ويستمر الجري بعد التخرج، لكن ظروف العمل التي لا ترحم تجعلنا نتعلم فنون الشعبطة ايضا، والتعلق بأئ شيء يتحرك حتى نصل في الوقت غير المناسب. فنسجل وصولنا، ونرتمي على كرسي المكتب، بكامل ترهّلنا.
أما إذا جاءتنا رشة ماء من السماء، فإننا نشرع أولا في تعلم البالية بالقفز بين المطبّات، ولا بأس ببعض الدروس في التزحلق فوق الماء وممارسة الركمجة كما يسمونها (من ركوب الموج).
كل هذه الفنون نذخرها لغايات المراوغة، وليس من أجل الدفاع عن حقوقنا ولا الهجوم على سارقينا، وليس من اجل الحصول على حقوقنا المنصوص عليها في الدساتير من حق السكن والتعليم العمل والضمان ولا من أجل تحرير أوطاننا السليبة، بل من أجل مواجهة الحاقدين من عشاق النادي الآخر …. برشلونة أم ريال مدريد أم غيرها، أو الدولة التي نشجعها في (قدح)العالم حسب موقعنا من الإعراب…. مع أننا في الواقع لا مكان لنا في الإعراب، وممنوعون من الصرف والتصرف في مصائرنا.
وتلولحي يا دالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى