رسالة مفتوحة الى وزير الداخلية و مدير الأمن العام: حرمة رمضان

رسالة مفتوحة الى وزير الداخلية و مدير الأمن العام: حرمة رمضان
د .ديمة طهبوب
مجتمع أصيل هو مجتمعنا الاردني في عادات الاحترام و اللياقة العامة ليس بسلطة القانون فقط و لكن بعمق التربية ايضا فالاكبار للدين و العادات و التقاليد و كبار السن سمات متجذرة فينا، و لكن في السنوات الاخيرة بدأنا نشاهد للاسف ممارسات دخيلة على حياة مجتمعنا الأردني تستهدف قوة نسيجه الاجتماعي التي يعضدها دين و أخلاق و عرف قويم محروسة كلها بقانون يعاقب من اساء التصرف، و لذا بقي للاردن سماته المميزة و سمعته الطيبة و مواسمه الخيرة و من هذه المواسم شهر رمضان المبارك الذي يُحتفل بثبوت هلاله رسميا و كذلك بعيده و تزدان المساجد و تكتظ بالمصلين و يتكافل المجتمع و يتراحم و تزداد البركة و تُسد الحاجات.
ولقد قامت الحكومة على مر السنين بمتابعة الحفاظ على حرمة الشهر و ما انفكت تنبه المواطنين على مراعاة ذلك والنصح بالحسنى الا أن المخالفات أصبحت تزداد جهارا نهارا دون احترام لمشاعر الصائمين من قبل بعض المحلات بل وصلني على الايميل من مدونة باللغة الانجليزية رسالة بعنوان دليل غير الصائمين في عمان لعام ٢٠١٧ و يقول كاتبه باسمه العربي ان رمضان فاجأنا على حين غرة و لنمكنكم من ان تعيشوا حياة طبيعية في عمان اثناء رمضان هاكم اسماء المطاعم التي تفتح نهارا وتقدم الفطور والغداء والعشاء ثم يسوق عشرات اسماء المطاعم في عمان التي تفتح ابوابها و تقدم خدماتها طوال اليوم!!!!
لا بد أنكم في الوزارة والمديرية تلقيتم نقدا من البعض على مداهمة المطعم الذي انتهك حرمة رمضان و لكن لم يصلكم شكر كثير من الممتنين لكم لحفاظكم على صومهم و شعائرهم و ضبط التصرف في المساحات العامة التي يجري عليها قانون البلد لا اهواء الاشخاص!
ليس القصد من كلامي التشهير بالمطاعم و المحلات و الا لكنت نشرتها و قاطعها الكثيرون، و ان كنت سأعطيكم القائمة لمتابعة التزامها بالقوانين، القصد هو المطالبة بترسيخ سلطة القانون اذا لم تنفع اللياقة و الحس الاجتماعي في فرض سلوك عام يحترم القوانين و الانظمة و هوية المجتمع في الأماكن العامة
نعم نعيش حالة من الاحترام و التناغم الديني يندر وجودها في عاصمتنا و محافظاتنا و قرانا و نتجاور و نتزامل و نتصادق، و لدينا روح تسامح جميلة بين اطياف المجتمع المختلفة و لكن كل هذه قائمة على الاحترام المتبادل، الاحترام الذي ان ضاع،لا سمح الله، ضاع معه كثير من مقومات استقرارنا!
كل المواسم الدينية اصبحت بحاجة للحماية من كل اشكال الانتهاك و الاستفزاز للناس، و بارك الله في جهودكم و ما أجمل أن نختار نوع التعزير الذي يؤدي الى فعل ايجابي في المستقبل لا الى مزيد تجاوز، تعزير يكره الخطيئة لا المخطئ تعزير يعرف بالمعلومة الغائبة و لا يزيد الجهالة، تعزير يقرب من الحق لا يؤدي الى التمادي في الباطل، تعزير يقلل من التجاوزات في المستقبل و لا يفاقمها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى