رجاءً .. عمِمُوا الظُلم

رجاءً .. عمِمُوا الظُلم
رائد عبدالرحمن حجازي

كلما أشرقت شمس وغربت إلا وكتَبَ الأحرار في بلدي عن معاناة المواطن وما يتعرض له من تغول على جيبه وقوته وقوت عياله . للأسف أصبحت وعود الحكومات السابقة واللاحقة بتحقيق الإصلاح وانتعاش الاقتصاد عبارة عن كذب بكذب , فتارة يقولوا لنا شدوا الحزام كي لا نغرق وننجوا معاً ويوهموننا بأننا في مركب واحد , وفعلاً نشد الحزام لا بل قد وصل بنا الحال لخلع البنطال وما تحته من أجل نجاة المركب . لنتفاجأ فيما بعد بأنهم استقلوا مركباً أخر , ولا زالوا يرتدوا بناطيلهم المحاطة بأحزمة الجلد الفاخر , ونحن ننظر إليهم من قاربنا المتهالك بعيون حزينة وقد انكمشنا على بعضنا البعض لنُخفي عوراتنا .
وتارة أخرى يقولوا لنا يجب أن نجمع كذا مليون خلال فترة قصيرة كي لا ينهار اقتصادنا ويوعدوننا بأنه لن تكون أي ضرائب وزيادات خلال السنة أو السنتين القادمتين لنتفاجأ بعد أسابيع قليلة بفرض ضرائب وزيادة في الأسعار .
ثم يطلوا علينا من باب صندوق النقد الدولي أو النكد الدولي , بحجة قروضه وشروطه القاسية . وهكذا دواليك حتى احترفوا الكذب علينا بحجة الإنتماء والولاء للوطن والأمن والأمان .
اسمحوا لي يا سادة أن أقول لكم بأن كل مواطن حر وشريف سيحافظ على ذرات تراب بلده مهما وصل به الحال حتى لو أكل التراب ونام على الأرض والتحف السماء , ولكن إعلموا وتيقنوا بأنكم لن تستطيعوا المراوغة طويلاً والضرب على أوتار الأمن والأمان .
بالله عليكم كيف ستقنعون من لا يملك قوت يومه بأنه ينعم بالأمن والأمان , أو من يتعرض للتهديد من قِبل البلطجية وأرباب السوابق ليدفع لهم الخاوات , أو من هُضمت حقوقهم , أو من تجده في محطة محروقات يقف في طابور وبيده عبوة بلاستيكية لأحد المشروبات الغازية والتي لا يزيد حجمها عن لترين ليملأها بالكاز كي يتقي برد الشتاء , أو رجل يبحث عن مساعدة لإجراء عملية ضرورية لطفله , أو عجوز تطلب معونة من التنمية الإجتماعية , أو طالب ترك مقعده الجامعي لضيق الحال وعدم قدرته على تسديد الأقساط الدراسية , أو … وأو … وأو .
نعم يا سادة فالأمن والأمان له أبواب كثيرة ومنافذ متعددة ولكن أهم باب من أبواب الأمن والأمان هو العدل . وإن لم تسطيعوا تحقيق العدل فأرجوكم أن تعمموا الظلم , على الأقل كي تُشعرونا ولو لمرة واحدة بأنكم طبقتم العدالة .

#رائد_عبدالرحمن_حجازي

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى