ربطة بدون عنق..

مقال الاثنين 23-5-2016
ربطة بدون عنق..
مكتبة عامة في مدينة فيلادلفيا الأمريكية ، ارتأت أن تساهم معنوياً وضمن إمكانياتها بمساعدة الشباب الباحثين عن عمل بأن وضعت تشكيلة كبيرة من ربطات العنق الملونة الحديثة والكلاسيكية في المكتبة..حتى تسهّل على من يكون لديه مقابلة عمل ان يرتدي ما يناسب قميصه لذلك اليوم ثم يعيدها إلى مكانها ليستخدمها غيره…الفكرة لطيفة وغير مكلفة رغم ان المكتبة العامة ليس من وظيفتها تشغيل العاطلين عن العمل ، لكنها لفتة إنسانية لا علاقة لها بمواقع المسؤوليات ولا بقائمة المهام ، لأنها جزء من المكان تحاول أن تقدّم جزءاً من الحل …
الأسبوع الماضي عندما حاول خمسة شباب الانتحار من على بناية قرب الداخلية بسبب غياب فرص العمل ونشرت دعوة على الفيسبوك للانتحار الجماعي قرب الدوار الرابع..اقترح أحد الموظفين في وزارة العمل (المسؤولة الأولى عن العمل) أن يتم اعتقالهم أو تركهم ينتحرون..
زميل صحفي اقترح أن يعاقب صاحب البناية -التي أقدم الشباب بالانتحار عليها – كونها تحت الإنشاء ومغرية جداً لليائسين فتم توقيفه بعد ان تقدّم صاحب البناية بالشكوى عليه لدى القضاء…اقترح زميل ثالث أن يتم إغلاق مدخل البناية في “الطوب” كي لا يصعد اليها من تسوّل له نفسه إزعاج السلطات…بينما قال رابع يجب إغلاق كل “بيوت الدرج” التي في العاصمة كي لا يصعد لها المتعطّلون عن العمل..بقي أن يقترح أحد مذيعي البرامج الصباحية أن يعقد مؤتمر موسع يدعى إليه نقابة المقاولين والمستثمرون بقطاع الإسكان والدفاع المدني والداخلية وإيجاد طرق تمنع المنتحرين من الصعود إلى سطوح البنايات والقفز عنها… لكن أحداً لم يفكر حتى اللحظة كيف يقدّم ربطة عنق للباحثين عن عمل..كلهم فكروا بنصب “مشنقة” تقطع عنق الحلّ!.
سهل جداً ان تعتقل الذي يفكر بالانتحار او أن تجبره على كتابة تعهد، وسهل جدّاً أن تغلق مدخل بناية بخمسين “بلوكه”..وسهل جداً ان تفكر بحلول لا تتعدّى محيط أنفك….هل “الطوب والاسمنت والاعتقال والتعهد” ينهي المشكلة؟..هل يفتح الترهيب والكبت كوّة في جدار الحل ام كوّة في جدار الجحيم ؟؟ ..هل فكّرنا للحظة واحدة لماذا الشاب الأردني صار يفضّل ان يموت منتحراً بصمت..على أن يُسمع صوته للمسؤول…ببساطة لأنكم خلقتم منه شاباً محبطاً مرعوباً مكتئباً…يفضل الموت على ان يطالب بحقّه!…

خطيرة جداً هذه المسألة … لو أن قومي يعلمون!!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. على هالحسبة … يشيلوا كل ابراج الاتصالات وابراج الضغط العالي .. يهدوا الجبال … يفرغوا السدود من المياه … يحرقوا الحبال .. واي وسيلة للانتحار قد تخطر على بال الشباب عليهم ان يكافحوها … ولكن ..؟؟
    هل باستطاعتهم ان يكافحوا كل الكبت والاحباط واليأس الموجود في عقول الشباب .. اذا ازالوا طرق الانتحار ..؟؟
    او هناك حل …. كافحوا الشباب … مديونية بازدياد .. فقر بازدياد .. مستوى معيشة بانخفاض . بطالة في تصاعد .. والضغط لا بد سيولد الانفجار
    اذن الحل مكافحة الشباب قبل ان ينفجر

  2. أعتقدُ أنَّهُ يجب هدم جميع المباني التي يزيد ارتفاعها عن مترين… و منع استيراد الجبال و السلاك و القشاطات…لكن هذا لن يمنع عمليات الانتحار… إذاً الحل الوحيد هو أن تقوم الحكومة بإعدام جميع أفراد الشعب حتّى لا يُفكِّر أحد بالانتحار….. و الله و اتلولحي يا دالية… بلادي و الله غالية!!!

  3. هم يتعاملوا مع الموضوع على قد عقولهم .. تعهد .. تعهد على واحد بده ينتحر .. يعني مفرقه معاه كثير يوقع تعهد؟؟؟ المشكله ليس بالشباب اليائس و قلة و انعدام الفرص .. نحن الاردنين شعب عاطفي نقبل بأقل القليل و حتى لا شيء عندما نحتَرَم و نقدّر و عندما نجد العداله و المساواه .. فالمشلكه تكمن بعقول المسؤولين و بالفساد و بانعدام العداله بين افراد المجتمع حيث ممكن ان تجد راسب ثانوي مسؤول عن حامل شهاده عليا و تجد مفصول من عاشر راتبه أضعاف حامل بكلوريوس و تجد الفارق بين راتب المؤسسه المستقله و المؤسسه الحكوميه لنفس حامل الشهاده عشر أضعاف و في نفس الوقت قد تجد نفس حامل الشهاده عاطل عن العمل منذ 10 سنوات .. و الانكا من ذلك ان يخرج أحدهم و يتذاكا و يتفزلك و يعطيك من ثقالة ضله و هو يمتدح الانجازات الجباره للحكومه في كل المجالات و أولها محاولة القضاء على البطاله العماليه و هم في الواقع يقضوا على العمال انفسهم بقراراتهم الغبيه و الخبيثه في نفس الوقت

  4. العمل موجود و متوفر بس لانو الشباب عندها “العيب” بتحكيلك اضلني بالبيت و لا اشتغل هالشغلانة
    مثلا
    اين المشكلة لو هؤلاء الخمسة قدموا بطلب للتوظيف كعامل مضخة……………..
    اين العيب بتعبئة السيارات بالبنزين “حط الفرد بالسيارة اكبس الكبسة عبي خذ مصاري اللي بعده”
    في اسهل من هيك
    بس لانو عيب خلينا بالدار و خلينا نتحر و لا نشتغل هيك شغلانه لانو عيب

    1. لا يا استاذي .. العيب مش انه اشتغل بكازيه .. العيب انه ادرس للتوجيهي و اجيب معدل و بعدين يروح مقعدي لابن مسؤول . و العيب انه البعثات الحكوميه للدراسه بالخارج تروح للاقارب . و بعد كل هذا و بعد ما ابوي يقعد يصرف على دراستي الي فوقه و تحته و يتداين من الي بيسوى و الي ما بيسوى .. عيب ارجع اقوله ابنك اشتغل بكازيه ب 250 دينار لانه قرايب النواب و الوزراء اخذوا كل وظايف البلد … عرفت شو العييييب ؟؟؟؟؟

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى