رائحة الكعبة..

#رائحة_الكعبة..

خاص #سواليف

مقال الأحد 10 / 7 / 2022

في الثمانينات ، كان للحجيج هالة وقداسة ، ملامحهم أركان حجِ،ضحكاتهم طواف، تشويقهم سعي ، صوتهم شعائر ، وحديثهم اللا منتهي عن رحلة الحج يلهب المشاعر..
وصل أبي من رحلة الحج يرتدي ثوباً جديداً “قال أنه من #مكّة”، كنّا ننظر إلى الثوب بكثير من القداسة، نشتم فيه #رائحة الحجيج ونتخيّل فلم الرسالة، كنت أتخيل أن الثوب ارتداه بعض الصحابة أيضاَ فهو قادم من هناك، أو ربما من باعه الثوب هو أحد تجار قافلة أبي سفيان..كنت أنظر إلى شعر أبي المحلوق ووجه الأسمر والى ثوبه الجديد الذي ما زال يحتفظ “بكسرات التغليف” وأتخيل الديار المقدّسة وصحراء مكّة وصوت بلال فوق الكعبة..
عندما عادوا بسيارة المرسيدس 190 ، حضنتنا أمي بشوق ولهفة لأنها المرة الأولى التي تغيب عنا 15 يوماً كاملة ،وما أن جلست بالغرفة حتى فتحت أمي صرّة الهدايا، أعطتني خاتماً رقيقاً من فضّة قد حفر عليه عبارة “مكّة المكرمة” ، وأعطتني لعبة كاميرا تحتوي صوراً ثابتة ( للحجر الأسود ،وقوف عرفة ، والتقاط الحصى،وذبح الهدي) تم اختيارها على ذوق الشركة الصينية المصنّعة للّعبة ، كما أعطتني “فرد شرار” عسلي اللون ، وكيس الحنّاء عبقت خزانتي برائحته لسنوات طويلة كلما شممته تذكّرت المسجد النبوي ،ورائحة الكعبة ،ووجه أمي..
أحضرت أمي معها “ملعقة” كانت تأكل بها هناك أو أعطتها إياها حاجّة سورية تعرّفت عليها هناك ، وظلّت تحتفظ بها للذكرى .. كنّا نسمي الملعقة .. “معلقة الحِج”..وكانت تحضر معنا على مائدة الجُمعة سنوات طوال من باب القداسة أيضا… وأظنها ما زالت موجودة في درج مطبخ أمي إلى اليوم..
كلما شممت #رائحة #الحناء الحجازي ، سافرت بي الذكريات إلى الحج المبروك ،والى أبائنا الطيبين ،ورائحة الكعبة التي لا تغيب عن سجّادة صلاتي ورفوف خزانتي،وشوقي المضاعف..

مقالات ذات صلة

#احمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى