د. حسن البراري يكتب .. السقوط الكبير

السقوط الكبير

كتب الدكتور حسن البراري
في نقاش خاص مع وزير الخارجية الأسبق عبدالاله الخطيب قبل أكثر من خمس سنوات، كنت قد سألته عن سبب رفضه العمل في الخارج على الرغم من العروض الكبيرة التي قدمت له، فأجاب: “أنا رجل دولة عملت وزيرا وبمعية الملك أيضا ولا أعمل إلا بالأردن”. كان جوابا كافيا، لكنني اعتقدت ان دافعا آخر عنده لم يفصح عنه يتعلق ربما بطموح سياسي مشروع داخل الاردن. طبعا، قدرت للرجل موقفه.
بالمقابل، لا أتفهم كيف يقبل من كان يعمل بمعية الملك بموقع كبير حدا أن ينتقل ليعمل بمعية أمير عربي آخر بذريعة الرزق علما بأنه جنى ملايين من خلال العمل في الأردن؟ ولا أتفهم كيف لآخر ايضا عمل بمعية الملك وكوّن اسما بدعم من الملك أن يعمل بمؤسسة أمريكية تخصص مبالغ كبيرة لانتقاد الملك ونهجه في الحكم تحت يافطة البحث العلمي؟!
“رجال الدولة” أو لنقل النخب السياسية انقسموا إلى ثلاثة اقسام: قسم كان جاهزا لنقل البندقية من كتف إلى كتف على المستوى الاقليمي والعالمي كما هو الحال مع باسم عوض الله وغيره ممن قدموا أنفسهم أداة للأمريكان لفتح ثغرة دفرسوار في الأردن تمهيدا لترجمة مشاريع صهيونية إلى واقع، وقسم آخر ركب الموجه داخليا وتحمس كثيرا قبل أن بضطر لأن يلحس كلامه المسموم، وقسم فضل السكوت حتى ينجلي الموقف ثم يكوّن موقفا يحافظ من خلاله على مكاسبه وفرصة المستقبلية. القسم الأخير هو الأكثر جبنا بالمناسبة، لأنه سيظهر علينا بعد فترة يتحدثون بحكمة الأثر الرجعي! وهم كمن ركبوا الموجه افتقدوا الجرأة على تقديم النصح الوطني الصادق بعيدا عن معادلة الربح والخسارة.
ويبقى السؤال مفتوحا” أين هي النخب السياسية الوطنية؟

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى