حادث مأساوي / باجس القبيلات

حادث مأساوي

أصبح المرء يرى في هذه البلاد يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة صورا فظيعة تهز النفس هزا.. حيث الضحايا لا تعد بالآحاد بل بالعشرات.. دون أدنى شعور بالذنب.
وهذه الحوادث تزداد يوما بعد يوم.. وهي ليست الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة ما دامت هذه المآسي تقتصر على مشاعر الصدق والمواساة وبعض تقارير إعلامية.. يتخللها مبررات شخصية.. تأتينا في الوقت الذي لا تعود به ذات نفع.. والحادث الذي وقع مساء أمس الخميس في منطقة البحر الميت وراح ضحيته العديد من الأشخاص يجسد هذه الظاهرة المقيتة.
 نعم تعاملنا مع الحادث بأقصى درجات الاهتمام والسرعة من حيث توفير الأليات والقوى البشرية اللازمة حفاظا على سلامة الطلبة والمعلمين المرافقين والمواطنيين المتواجدين في المنطقة.. ولكن جميع هذه الخطوات لا تفي بالغرض المطلوب.. وأولها محاسبة كل إنسان ساهم في وقوع هذه المأساة التي أفجعت الشعب الأردني وثانيها عدم إظهار الرفق واللين والصفح وتبرير ما وقع تحت حجة قضاء الله وقدره.
ولا أقول بأن العقاب الصارم يهون من المصيبة ويخفف من ألآم الفجيعة.. ولكن يحد من هذه الظاهرة التي باتت جزء لا يتجزأ من سلوكيات البعض.. وقد تفشت في السنوات الأخيرة دون حسيب أو رقيب.. والفضائع الدموية التي وقعت على الخط الصحراوي والعمارة السكنية التي انهارت في الزرقاء وحصدت أرواح ثلاثة مواطنيين وعشرات الإصابات.. وثمة العديد العديد من الكوارث الدموية المتفرقة ما تزال محفورة في مخيلتنا.. وتثير في دواخلنا الرعب والذهول.
حتى بات جليا حاجتنا الماسة إلى حالة انعطاف ملموسة وملحوظة يدركها المواطن.. خصوصا وأن فصل الشتاء أصبح على الأبواب.. وثمة أشياء كثيرة تؤرق الناس في هذا الفصل كانقطاع التيار الكهربائي واشتعال الحرائق والفيضانات والسيول وتراكم الثلوج.. وإذا لم تتداركها الجهات المعنية في وقت مبكر كل في مجال اختصاصه.. حتما ستزداد الأمور تعقيدا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى