دمىً ساقطةٌ ترتدي ازياءً وطنية ! / بسام الياسين

((( مهداة الى اهلي الفقراء المطحونيين سكان قبور التسوية،جحور الاقبية،عشوائيات الطين،الارصفة بيوت مَنْ ليس لهم بيوت،التوابيت المُشيّدة من زينكو كالافران النازية صيفاً،و اكواخ اسكيمو القطب المتجمدة شتاءً، المحمية باطارات مستعملة وحجارة خوفاً ان تتطاير مع الريح.الى الصامدين في بيوت الشعر بوجة الجوع والقهر وعواصف الرمل،نزلاء خيام الخيش المعلقين على اطراف الاودية.نقول لمن يستهزئون بالمساكين ويعيبون عليهم السكن في هذه المواقع “الواطية” التي غمرتها المياه،ان يشمروا عن سواعدهم ويبنوا لكم فيلات في ” دير غبار و عابدون”،ليتخلصوا من واقعهم الذي يعيشونه مثل اعشاب المقابر.اما انا فانحني امام صبرهم الاسطوري على حياة ارحم منها الموت،بينما زجاجة نبيذٍ واحدة مستوردة يكرعها مترف ليبدد ملله في “قعدة” واحدة، تكفي مؤونة شهر لعائلة مستورة. ))) .

دمىً بطارياتها “فاضية” !

الخونة الذين يخونون الامانة،الجواسيس باعة الاوطان،المُطبّعون الذين يتاجرون بالامة مع اعدائها،اهل الدس والوقيعة،المسؤولون المتقاعسون الذين يبحثون عن تبريرات ساذجة لتعليق عجزهم و يتراشقون بـ “تهمٍ مضحكة” لإخلاء طرفهم من عجزهم الاعجازي في العجز عن تحمل مسؤولية عجزهم .هؤلاء مجتمعون يعملون بالعتمة مُقًنِعِينَ وجوههم، ليأخذوا حريتهم في الحركة من اجل تقويض الوطن من الداخل والخارج بالخيانة المكشوفة او الاهمال الذي يرتقي الى مرتبة الخيانة العظمى. شغلهم الشاغل الاسترخاء في المكاتب الانيقة،وتناول القهوة اثناء الثرثرة الهاتفية او حل الكلمات المتقاطعة.هم يتشاغلون بكل شيء ما عدا شغل الوظيفة.همهم الاكبر زيادة الرواتب وجني المكاسب،وتامين الانجال و الاحفاد وتضخيم الراتب التقاعدي وعلى الدنيا السلام.

على المقلب الاخر ترى اهل الصحافة يشتغلون في وجه النهار.وجوههم مكشوفة للناس كافة بلا اقنعة،لنقل الحدث كما حدث دون قصقصة او مطمطة.غيرتهم الوطنية لا تشفع دون مرمطتهم في المحاكم،وإمطارهم بالقضايا لحبسهم او دفع ما فوقهم وتحتهم.هذا اذا كان فوقهم فوق او تحتهم تحت امثالي من منتوفي الريش،بينما الفاسدون في مأمن من المُساءلة،كأن السماء انزلت عليهم حصانة تحصنهم من القانون والناس اجمعين حيث لا احد يجرؤ الاقتراب من قلاعهم .

مقالات ذات صلة

فويل لامة تكبل احرارها،وتكمم افواههم،ثم تطلق ايدي الفاسدين حتى تغرق بـإول “شتوة” عابرة لم تستمر سوى دقائق معدودة.نُحذر من منطلق المواطنة الحقة ان “المواطنة” هبطت عند الغلابا الى ادنى مستوياتها، بعد ان فاضت مجاري عمان على اهلها.جعل الله الماء عنصر الحياة،لكنه بفضل القصور والتقصير حمل الينا الموت.الزخة الفاجعة لم تخلو من خير،اذ انها لم تكشف هشاشة البنية التحتية وحدها بل فضحت قيادات العنطزة الذين لا يصلحون الا للاستعراض والمؤتمرات الصحفية فيها يحولون البلد الى جنة عدن في نصف ساعةٍ،وتطيح بها زخة في بضع دقائق.على بيده الامر كله الساعة الساعة،وليس بعد ساعة،ان يكشط بـ “القشاطة” كل الزبالة المتراكمة حتى تنساب المياه في مجاريها،ويجرف بجرافة وطنية مباني الادارة المترهلة الآيلة للسقوط.الحق والحق اقول: ان لم يتم ذلك لن يكون هناك وطن كالذي نحلم به ولن يكون الا اذا تسلّم مفاصله المؤهلون من اهل الكفاءة والنزاهة بعيداً عن المحصاصة،الجغرافيا ،العائلة،إعادة تدوير النفاية،و اقلاع “الادارة ” عن الطريقة البدائية في استصلاح الاصلح من بين العاهات التي انتهىت صلاحيتها.فالطبطبة وتسطيح الامور،وتسكين عظائم الامور ذبح الوطن من الوريد للورد،فاتقوا الله فيه،فليس لنا بعد الله غيره.

((( ابن العلقمي و الجلبي ))) !

.العملاء الاشهر خيانة في تاريخنا ثلاثة ورابعهم كلبهم. الاسخريوطي باع مسيحه بقليل من فضه لليهود،ابو رغال قاد الفيلة لتدمير الكعبة مقدس العرب،لكنها لم تبخسه حقه، فظلت ترجمه على فعلته الى حين حل مكانه ابليس الذي فاقه نجاسة وخسة.ابن العلقمي فتح كوة للاعداء في سور بغداد العظيم ليعيث فيها التتار فساداً و خراباً من اجل الجلوس على كرسي الحاكمية،للقضاء على الخلافة العباسية وتطهير البلاد من السُّنة لإحلال الشيعة مكانهم، احياءً لولاية الفقيه خاصة انه على مقربة من ” قُم” حاضنة العمائم السوداء،والكراهية التاريخية لكل ما هو عربي منذ ان طعن المجوسي ابو لؤلؤة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

اللعنة الكبرى جاءت من رابعهم احمد الجلبي،فمهما بلغت من البلاغة،و أُوتيت من وهج الحروف،ومسكت بقرني اللغة ،فانك لن تفي هذا الرجل الكريه حقه من اللعنة،ولن تسده كـ ” فرض عين” عليك كعربي مسلم لما يترتب بذمتك من دينٍ لذمه ولعنه،فوق لعنة السماء و الارض والناس عليه.الادهى عاجزك ان تضيف على اوصافه وصفاً يستحقه حتى لو استعنت بقواميس الارض الساقطة و الفاظ ارصفتها السوقية.فسيرته النتنة تمتد من بيروت الى عمان،ومن لندن الى واشنطن وما بينهما من انحطاط سلوكي،اخلاقي و خياني حتى حط رحاله في بغداد الذي كان له حصة الاسد في المساهمة بتدميرها. في كل محطاته كان : ” النصاب الانيق”، “كبير المحتالين”، الجاسوس الخطير،تُفتح له الابواب ويتصّدر المجالس.اللافت ان لا احد يعرف سر تكتم الصحافة الغربية عن فتح ملفاته في حبك المؤمرات على وطنه و اهله و ممارساته فوق الطاولة وتحت الطاولة،مع ان قصة حياته المثيرة تصلح ان تكون فلماً هوليودياً مشوقاً.

لعب الجلبي ادواراً يعجز عنها ممثل هوليودي من الدرجة الاولى. ساعده في ذلك وجهه الطفولي،ثراء اسرته،ذكاءه حيث برع في علم الرياضيات احد العلوم الصعبة من ارقى الجامعات الامريكية، اضافة الى حقده الدفين منذ طفولته على العروبة و اهل السنة والجماعة.لهذه الاسباب انتمى الى مدرسة عبد العزيز الحكيم التي تأسست في طهران،وبتمويل ايراني. في نيويورك لبس “برنيطة” الكابوي الامريكي لتحريض امم العالم على الامة العربية.في بيروت ارتدى الطربوش اللبناني للزواج من عائلة عسيران احدى العائلات اللبنانية الكريمة. في عمان اكل المنسف الاردني بيديه، وقبل ان يغسلهما سرق بهما بنك البتراء،وهرب بتحويشة ـ عمر الفقراء ـ ، في صندوق السيارة الخلفي،او هكذا تقول الشائعة. في المشهد الاخير من مسرحية خيانته،نزع قناع الليبرالية الذي كان يتاجر به عن وجهه الانثوي لتظهر عليه ملامح القسوة.ركب موجة المعارضة مرتدياً لباس المارينز يحفه حرس من الامريكان ليكشف آخر اوراقه،ويبدو للعميان كما ولدته امه خائناً لا يستحي بخيانته.دخل العراق مثل “جائحة” طاعون حاملاً الاوبئة،وجميع الملوثات.فحصد الرؤوس و النفوس، .وزرع اسافين المحصاصة الطائفية،الفساد،وزرع في راس بريمر فكرة تفكيك الجيش العراقي ـ جيش الامة ـ وابتدع بدعة انشاء ” البيت الشيعي” و “إجتثاث البعث”،بهدف مضمر لتقويض “الوقف السني” واجتثاث اهل السُّنة.كما اشترك مع المالكي و الايرانيين واليهود في قتل الطيارين،العلماء،القيادات السنية فكانت اعماله بلاءً على الامة.

كان يحلم بالرئاسة،لكن الجواسيس في عُرف الدوائر الاستخبارية لا يؤمن جانبهم، مهما بلغوا من الولاء. فمن يبيع اهله ووطنه على استعداد ان يبيع شرفه لمن يدفع اكثر.كانت مكافأته خيانته زهيدة بحجمه.اعطوه وزارة النفط، شرط ان تبقى مفاتيح حنفياتها بيد الامريكان،فهو لص محترف،يشهد عليه سجله انه من كبار الحراميه،لا يباريه فيها ” آل كابوني” زعيم المافيا الايطالية.عرف الجلبي انه اكل “المقلب” ككل الجواسيس.ادلى دلوه في اللعبة الانتخابية،فارتدت عليه بصفعة شعبية قاضية ومدوية هو و حزبه، فلم يحصل على مقعد نيابي واحد لا هو ولا احد من انصاره، مثل “حزب النور” المصري الذي حصل بجدارة على صفر مكعب في الانتخابات البرلمانية جزاء من يخون مبادئه،رغم تلاعب الاجهزة بالصناديق،وهي عادة عربية بامتياز اذ تشرف عليها اخطر الاجهزة والوزارات السيادية لإنجاح ازلامها.لهذا فان الشعوب العربية بدأت بمقاطعة الانتخابات كما حدث في مصر،حيث جرت انتخابات بلا ناخبين.

خاطب الله سيدنا محمد سيد الخلق اجمعين ( انا كفيناك المستهزئين)،فاطاح الله برؤوس الخمس الكبار من سادة قريش ممن استهزئوا بالرسول صلوات الله عليه.العراق العظيم ايضاً، سيكفيه الله شر المستهزئين من الاشرار الوطنيين والغزاة .وسيخرج بإذن الله من الابتلاء الصعب بنصر مبين. وها هم الذين جاؤوا على ظهور المدمرات الامريكية يتقافزون كالفئران المذعورة من المسؤولية. كولن باول وزير الخارجية الامريكية آنذاك،اعترف معتذراً انه كان ضحية ” كذبة نووية”. رامسفيلد لم يجرؤ على الكلام ويعيش اليوم اسير كآبة حادة كجرذ في احد مناهل واشنطن. الكذاب توني بلير اعتذر عن جرائمه لكنه رمى المسؤولية في شباك الاستخبارات البريطانية لينفذ بجلده خوفاً من محاكمة دولية في قادم الايام.الحق ان بلير كذاب اسم على مسمى.فالحجة التي اعتمدها لشن حرب بربرية غير مبررة على العراق لم تكن سوى رسالة ماجستير لطالب عراقي غير صالحة كاوراق تواليت شعبي،بينما اكدت الحقائق و التحقيقات انه كان على اتفاق مع ادارة بوش لتدمير العراق،لتلبية هلوسات مرضية من اجل التعجيل بنزول المسيح.

العلقمي الجديد ـ الجلبي ـ ظل سادراً في غيه حتى اخذه الله اخذ عزيز مقتدر.مات في سريره بلعبة مخابراتية كما تقول الشائعة، بعد ان اخذ يكشف اوراق كبار شخصيات المعارضة العراقية وعلى راسها المالكي،فقد كان الرجلان على خلاف عميق،وعداء شديد،و توعد بفضح الادعياء الذين عاشوا في الخارج على الكفاف،وفجأة تورمت ارصدتهم،وقفزوا من لاجئين الى اصحاب ملايين،اولئك الذين كانوا يعتاشون على بضع جنيهات من صندوق المعونة البريطانية.آخر التقارير الطازجة تؤكد ان هيئة النزاهة العراقية حولت (2171 ) مسؤولاً رفيعاً بينهم (13) وزيراً سابقاً الى محاكم الفساد بينهم وزير الدفاع،التجارة،الكهرباء،النقل،ويضيف التقرير ان المالكي ارتفعت ارقام اختلاسه من مليار الى (6 ) مليارات.

وجه المقاربة بين العلقمي و الجلبي انهما اهل غدر من ذات الملة، وهم كباقي الخونة تشعر بالتقزز عندما تكتب عنهم، وكأنك تمسك سلكاً كهربائياً عارياً ويدك مبلولة.التيار الذي يضربك لا يقتلك لكنه يهزك.ما يبعث على الدهشة انهما نسخة منسوخة عن بعضمها كالنعجة “دوللي”،تجعلك تؤمن ان التاريخ يعيد نفسه.فالسفالة تلبس الاثنين لبوساً كجلدهما. قرآءة فاحصة لسيرتهما،تخلص الى ان الجلبي من انجب تلاميذ العلقمي في الخياتة وانه سلك نهجه في الاساءة للامة العربية : تفكيك الجيش، اجتثات اهل السنة والجماعة،تقويض الخلافة،قتل الروح العربية الاسلامية لملء الفراغ بروح القومية الفارسية،الانتماء للمدرسة الشعوبية التي ينتمي اليها البرامكة والشاعر ابو النواس في كراهية العرب بعامة و اهل السنة بخاصة .

ـ سبحان الله ـ ابن العلقمي مات قهراً بعد ستة اشهر من احتلال العراق بسبب اهانة صغار عسكر التتار له،وإجباره على تأمين الشعير لجيادهم إمعاناً في اذلاله، مع انه الرئيس الخسيس الذي تربع على الكرسي بتوصية منهم،كذلك مات الجلبي ملعوناً اثناء نومه.القاسم المشترك بينها انهما ذهبا الى المقبرة بعد تحويلهما عراق الحضارة الى خرابة والشعب العراقي الى نازحين ولاجئين ومتسولين على ابواب السفارات،اما ما بقي منهم ،فَجُلهم تحت خط الجوع،ما عدا عصابات المعارضة التي نهبت العراق فهي تتبغدد في بغداد بالنفوذ والمال. بقي السؤال الملحاح الذي يؤرق المهتمين بالشأن العام : كيف فتح هذا المفتاح الصدأ ـ الجلبي ـ كل الابواب الموصدة العصية على الفتح ؟!.هل هو راسبوتين عصره ذكاءً و دهاءً ام هو المال الحرام الذي كان يرشه بالهبل على النخب والحلقات الضيقة حتى اعمى الابصار و اخرس الالسنة عن البوح بكلمة واحدة عن افعاله القذرة ؟!. …./

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى