دلال القهوة / نبيل عماري

المكان مضافات كانت عامرة بالخير والطيبة والمحبة , كان الجد يصب القهوة من إبريق نحاسي كبير وإبريق أخر أصغر , يقوم الجد بجمع الجمرات بالملقط الحديدي حول جذع الأبريق تفوح رائحة القهوة والهيل يخرج هبالها وبخارها تمشي نحو أنوف الجالسون ف دلال القهوة تعمرت والقهوة المرة ( السادة ) تحتاج إلى خبرة في الأعداد .
يتناول الجد الفنجان يصب قليلاٌ من القهوة ويحرك الفنجان بين أصابعه بحركة دائرية ويشرب رشفة منه يشعر بالرضا تعرفها من قسمات الوجه ويصب للجميع دايمه قهوتك , كان الضيوف يتربعون على فراش صوف ملقى على حصيرة كل يلتحف بفروته فالبرد قارص والشتاء غزيز أوسمت يا ابو أشتيوي قالها الجد فالشتاء يحلو به السهر والتعاليل يتذكرون به الأيام الخوالي أيام الحصيدة واللزبات والثلجات الكبرى والصغرى وسنوات المحل والجراد يخرجون من سواليف قريتهم إلى العالم المحيط بهم من ذاكرة السفربرلك والحرب العالمية الثانية ورومل وهتلر والذي كان يسمى الهر إلى حرب 48 ومعارك باب الواد واللطرون مروراً بحرب حزيران ومعركة الكرامة وما سمعوه من أذاعة لندن تمتد السواليف لتصل ل قصص بها روح النكتة وقد تكون كذلك بها المبالغة او الهوبرة لتتسرب رائحة البلوط المشوي لأنوف الجالسين و على صينية هريسة او هرايس تفوح منها رائحة السمنة البلدية تفغ بالقطر لتبدأ جرة الربابة تعلن أنها موجودة بقصيدها وحنو وعذوبة صوتها والشمس غابت يا ابن شعلان …..
والضيف دور معازيبه ….
والدلة تسكب على الفنجان …
وبهارها جوزة الطيبه ,,,,

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى