دكانة صلاح تنتهك الأمن القومي وهيبة الوطن !

سواليف

وصلت سواليف شكوى من أحد المواطنين المغلوب على أمرهم ، او من نسميهم على باب الله سبحانه وكلنا فقراء على بابه ، يشكو فيها مما حصل معه في أيام الحظر أثناء فترة الانتخابات وما بعدها .

يقول المواطن صلاح من منطقة وادي الحجر في رسالته التي وضعها أمامنا في سواليف ، حيث نستطيع من موقعنا ان ننقل ما حدث معه ،

انا المواطن الأردني صلاح أبومالك مواطن أردني على هامش النسيان أعيش في إحدى حواري المملكة المهمشة تسمى “وادي الحجر” في مدينة الزرقاء .

مقالات ذات صلة

لا أمتلك من الدنيا إلا بقالة من العصر الحجري وكرامتي ،  أبيع في بقالتي بعض أكياس الشيبس والبسكويت وبهارات الطعام، وفي الصيف يضاف لذلك البيبسي والبوظه وأهم ما أقدمه  للبشرية  من حولي في محيط سكني هي إنسانيتي حيث أقدم أغلب محتويات بقالتي للأطفال وأسجل ذلك على دفتر الديون الذي أكل الدهر العديد من صفحاته !

ويضيف صلاح : بسبب حظر التجول المستمر كل أسبوع ، أعاني الأمرّين في تدبير قوت عيالي وهم ستة من الأطفال لم يصل أكبرهم للثانوية العامة بعد، بل ويقضي إبني البكر مالك أغلب يومه في معاناة شديدة  ، حيث يقوم مالك بمساعدتي من خلال مشيه على الأقدام مسافة تزيد ذهابا وإيابا عن ستة كيلومترات يوميا لشراء أكياس الشيبس وباكيتات البسكويت وباقي الأغراض من تجار الجملة في منطقة عوجان/محافظة الزرقاء ويحملها على ظهره لتوفير دينارين أجرة سيارة النقل!

وأضاف أنه بعد ليلة الإنتخابات وما شابها من إستخدام العديد من المواطنين للأسلحة في بعض مناطق المملكة الأردنية الهاشمية، منها ما هو تعبير عن الغضب ومنها ما هو تعبير عن الفرح، بدأ  حظر التجول لبضعة أيام، وقبل هذا الحظر قام صلاح كالعادة بنقل بعض أكياس الشيبس والبسكويت إلى حوش بيت والده “الحاج أبو جهاد” لأن أطفال الحارة لا يفهمون معنى حظر التجول! وعندما يبدأون في البكاء تلجأ الأمهات إلى “حوش” بيت أبوجهاد حيث يتواجد ذلك الإنسان المنسي صلاح، فينقذهم من صراخ أبنائهم بل وأحيانا لا يتقاضى شيئا ويقبض الثمن ارقاما على دفتر الدين !

في أحد أيام الحظر ،حصل شجار أطفال في حي مجاور ل”حوش أبوجهاد” وإذا بقوة أمنية مكونة من خمسة سيارات جيب كاملة العتاد مع باص أبيض كبير مجهز لإعتقال الخارجين عن القانون تداهم الشارع الذي يتواجد فيه صلاح جالسا داخل “الحوش” ويتم إعتقاله بمنتهى القسوة وصفعه على وجهه وضربه بالأقدام وإهانته امام أهل الحي ، وأمام  الحاج والحاجة والدي صلاح!!!

سؤال يراود صلاح بعد ان تم تكفيله ، هل  إستردت الدولة الأردنية هيبتها من مطلقي الرصاص خلال أحداث الإنتخابات، من خلال إهانة كرامتي ؟

تحدثنا شخصيا مع صلاح، هو ليس غاضبا ولا ناقما على أحد، هو متسامح كما هو، ولكنه يقول: عند الله تلتقي الخصوم، وتلك اليد التي صفعتني والرجل التي إعتدت علي بدون وجه حق لن أسامحها أمام الله سبحانه وتعالى.

هذه حكاية صلاح المسكين ، الذي ما تجاوز خلال فترة الحظر حدود داره ولا اجتاز شارع حارته الصغيرة ، كلنا نعلم أن ما حدث في حارة صلاح كان يحدث في جميع حارات الأردن الصغيرة ، فالاطفال لا يعترفون بالحظر ، وكانوا يسرقون بعض الوقت ليلعبوا مع أقرانهم ، وهناك في كل حارة بيت صغير وصلاح ثان وثالث ، كان يأتي إليه الصغار ليبيعهم ما يحتاجونه ، ومن ينكر هذه الحقيقة يبتعد عن واقعنا المعيشي والحياتي كثيرا .

صلاح لم يطلق رصاصا ولا يملك سلاحا ، ولم يخالط احدا غريبا عنه ، هو خالط أهل حارته واطفالهم فقط ، وهم يعتبرون أنفسهم في الحارة اهل بيت واحد .

ويسأل صلاح ، ألم تختلط العائلات في العمارات المنتشرة في مدن المملكة فيما بينها ، ألم يتزاوروا ؟ فأي خرق للقانون فعلته حتى يتم معانلتي بلا إنسانية ؟

الفيديو الذي يوثق إعتقال صلاح ،  هذا الإنسان موجود ويحتوي الطريقة التي تم الإعتداء فيها على كرامة صلاح أمام والديه وأهل حارته  !

[wpcv_do_widget id=”wpcv-table-2″]

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى