خيارات المعلم الاردني أذا فشل الاضراب !!!

خيارات المعلم الاردني أذا فشل الاضراب !!!
د. محمد يوسف المومني

من المعروف انه لا أحد يتخلى عن الثروة والسلطة طواعية, فضلا عن ذلك فإن أي طبقة حاكمة/متنفذة في مؤسسة أو دولة عادة ما تبذل جهودًا استثنائية للاحتفاظ أو تعزيز نفوذها ، وفي بعض الأحيان او اغلبها ، تسعى إلى توسيع رقعة ذلك النفوذ والتمدد الى منطقة او مؤسسة اخرى بغية الاستحواذ والتاثير ، ولا يمكنها التخلي او حتى التفكير بمسالة التخلي طوعًا, الاستثناءات طبعا نادرة فهي نسبية وفردية, قلما نسمع ان تاجر أو صناعي أو سياسي قرر توزيع ممتلكاته على المحتاجين, على العكس تماما ، فإن الطبقات الحاكمة والجماعات المتنفذة ترفض مفهوم “الملكية العامة” بل تتصدى بكل ما اؤتيت من قوة للمحاولات الرامية لتحرير الثروة والسلطة من قبضتهم المُحكمة واعادة توزيعهما بشكل عادل , هذه الحقيقة البسيطة والواضحة تكمن وراء منطق المصالح الطبقية.
ولا نجزم بأن المعلمين والعاملين والفقراء والمحرومين والطبقات غير الحكومية كانوا مهتمين بشكل جدي في القضاء على النظام الطبقي الاستغلالي او عازمين على إدارة الممتلكات العامة ، وقد حاول ماركس أن يثبت ذلك بالإشارة إلى النظام الرأسمالي والطبقة العاملة, المجلد الاول – راس المال).
من العسير إثبات ان العزم كان رفيق الطبقات المستضعفة في مسيرة النضال لانتزاع حقوقها الطبيعية, والتاريخ يؤكد هذا, يكفي أن ننظر إلى السلوك السلبي المطلق لأغلبية العمال المستأجرين طوال تاريخ الرأسمالية بالكامل (بما في ذلك ما يقرب من قرن ونصف منذ وفاة ماركس) وسلوك غالبية السكان (المظلومين) في جميع العصور.
ان الانتفاضات وألاحتجاجات ليست بتلك الثبوتية والاستمرارية كما أنهما لا تهدفان دائمًا إلى القضاء على مشكلة عدم المساواة, إن مطالب الطبقات المستضعفة “المحرومة” الهادفة إلى إنشاء نظام للحكم الذاتي العام بروح أفكار الاشتراكية (الديمقراطية المباشرة للنقابات العمالية والاتحادات التطوعية والجمعيات العامة) نادرة للغاية.
هذه واحدة من اهم الاشكاليات التي جذبت اهتمام الاشتراكي اللاسلطوي الروسي “باكونين” وتحليلا منه للثورة الروسية حينما قال ” إن الفلاح الروسي (في القرن التاسع عشر) لم يكن امامه سوى ثلاث خيارات لمواجهة الفقر والظلم الذي أوجده الزعماء آنذاك, اما الذهاب إلى الكنيسة او الحانة او التمرد”, ونحن نقول أن المعلم الاردني لن يكون امامه سوى ثلاث خيارات لمواجهة الفقر والظلم الذي أوجده الساسة والمنظرين والمتسلقين, اما الذهاب إلى المسجد او الحانة او التمرد .
لكن حتى التمرد وفقا ل”باكونين” قد لا يؤدي بالضرورة إلى ظهور مجتمع اشتراكي مثالي من دون قاعدة فكرية رصينة يستند اليها قائلا: ” ان الفقر مع اليأس لا يكفي لانطلاق الشرارة الاولى لثورة اجتماعية” مبينا ان الفقراء والمظلومين قادرون على انتاج ثورات محلية ، لكن دون استنهاض الجماهير بأكملها, وهذا بدوره يتطلب انتاج مُثُل/قيم جماهيرية تصاغ من المعطى المعاش, الاجتماعي والسياسي , وتتبناها الطبقات المحرومة لكي تتسلح بحزمة معنوية وفكرية, مشحونة بعاطفة تصل حد الايمان بفكرة الدفاع وانتزاع الحق والحقوق, وبالنتيجة سيتفاعل هذا مع حالة الفقر والياس والمعاناة , هذا الالتقاء سيفضي الى امر لا مفر منه وهو الثورة الاجتماعية التي لا احد بمقدوره ان يقف بوجهها, ولا سلطة او ثروة بأمكانها ان تمنع ذلك .
هذا الرأي شخصي ولا أحد ملزم به .. مجرد هلوسات ليلية !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى