خفايا إسقاط الطائرة الروسية .. / علي الحراسيس

السعودية وتركيا و الولايات المتحدة الأمريكية أصابها الغضب من الرئيس الروسي بوتين حين تحدث الاسبوع الماضي عن دول تشارك في المجموعة وهي نفسها التي تدعم الإرهاب وتطيل أمد الحرب حتى وصلت الحالة السورية الى ما وصلت اليه وكان يقصد تلك الدول دون أن يذكرها بالأسم !
المشاركة الفاعلة للطيران الروسي والحضور العسكري الهائل أثار حفيظة السعودية وتركيا وأمريكا ، فالسعودية وجدت في داعش اداتها لمواجهة ايران في العراق وسوريا وتريد العمل على إغراق ايران في المستنقع العراقي والسوري حتى لو طالت امد الحرب وتشرد الشعب وتقسمت سوريا والعراق .
تركيا وجدت في داعش اداتها لطرد ابناء الشعب السوري وخاصة الأكراد ومنعهم من اقامة وتوسيع دولتهم ، وكانت تنتظر التقسيم ،وهناك حديث عن رغبة تركية بالتوسع على حساب سوريا ” حلب وريفها ” إن حدث التقسيم ، فسلطت عليهم داعش في سنجار وكوباني وغيرها ولم تفلح ،إذ حقق الأكراد انتصارا يشهد له وطرد داعش من غالبية تواجد المناطق الكردية ،وبالأمس دمرت الطائرات الروسية اكثر من 500 ناقلة نفط كانت متجهة لتركيا من منابع نفط تسيطر عليها داعش ،الى جانب المكاسب التركية بعد تراجع الاقتصاد السوري وخاصة ما يتعلق منها بالانتاج الزراعي الهائل .
الولايات المتحدة التي لا بد انها ” ترحب ” بسقوط الطائرة ،فقد جاء التدخل الروسي ليفضح ممارساتها والاعيبها بدعم قوى التطرف وسعيها مع اسرائيل وتركيا لتقسيم العراق وسوريا وتحقيق ما سمي بالشرق الجديد الذي جرى الحديث عنه في السياسة الخارجية الأمريكية خدمة لها ولإسرائيل ، فقد كان التدخل الروسي ضربة موجعة لسياستها ومراوغتها في الحرب على داعش ومنع تقسيم البلاد .
اسقاط الطائرة الروسية لا يتعلق بخرق مجال جوي تركي كما ارادت تركيا ان تظهره ، فحتى لو اخترقت روسيا المجال التركي ، فكيف ” لحلفاء ” مقاومة الارهاب ” ان يتصرفوا بتلك الطريقة ويسقطوا طائرة حليف يقاتل الإرهابيين ولا تستهدف الطائرة الاراضي التركية !
فرنسا وروسيا اللتان ذاقتا طعم الإرهاب تحاولان إنهاء الوجود المتطرف وحل المسألة السورية حتى برحيل الأسد ولكل منهم مصالحه واهدافه الاستراتيجية ، ولكن على الأقل يسعيان للتسريع بحل الأزمة لا اطالة امدها كما تفعل بعض الدول على حساب الشعب والأرض السورية او العراق ..
اسقاط الطائرة الروسية هو جزء من نتائج الخلاف الذي دب بين الدول بعد التدخل الروسي وما تواجه داعش من هزائم في العراق وسوريا ..
مابعد اسقاط الطائرة الروسية لابد أن الحل السياسي سيكون حاضرا ، وسيرحل الأسد وستشكل حكومة انتقالية وستهزم داعش ، فالتدخل الروسي سحب البساط من تحت اقدام الامريكان وحلفائهم ممن سعوا لاطالة الحرب وتقسيم سوريا .
لست مع التدخل الروسي ، ولكنني لم اعد اسمع عن تقسيم سوريا ،وبات الحل السلمي القريب هو الممكن بعد سنوات دم وقتل وتهجير طويلة بسبب المراوغة والتلاعب وتضارب المصالح والحرب بالوكالة التي دارت على حساب الشعب والارض السورية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى