خاطرة السحر / د.عبدالله البركات

خاطرة السحر

يمتلئ القران الكريم بقصص الانبياء والملاحظة الساطعة في اغلب تلك القصص ان الانبياء تمتعوا بمعجزات هائلة لا يمكن إنكارها مثل ناقة صالح ونار ابراهيم وعصا موسى وإحياء عيسى الموتى. اما محمد صلى الله عليه وسلم فلم يخص بمثل تلك المعجزات. ومن سيختلف معي في الرأي سيستشهد بانشقاق القمر ونبع الماء من بين أصابعه والإسراء والمعراج. فردي على ذلك ان هذه المعجزات ان حصلت فقد بقيت محل خلاف ولم يجمع على حصولها ولم تدخل احداً في الاسلام. اما الإسراء والمعراج فهي ليست معجزة بل تكريم للنبي. لأن شرط المعجزة ان يراها المكذبون. ولم يشهد احد ذلك التكريم في الإسراء والمعراج. بل صدق به المؤمنون وسخر منه الكافرون. والأهم من ذلك ان النبي لم يعول على تلك الكرامات في الدعوة بل عول على ايات القران بلاغةً واخباراً عن الماضي وإنباءً عن المستقبل.
والسؤال المهم هنا هو لماذا (حرم) النبي من هذه الميزات لتي اعطيت لغيره من الانبياء.
والجواب هو ان الدين الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام ولأنه دين خاتم كان يجب ان يكون مقنعاً دائماً ولكل الاجيال. لذلك يجب ان تكون معجزاته متجددة. فهل بقي من معجزات الانبياء الذين ذكرتهم آنفاً شيء يحتج به على ملحد او وثني. ؟ ان معجزة الاسلام بالاضافة الى كل ما في القران هو هذه الانتصارات الكاسحة او التسونامي الاسلامي كما يسميه مؤرخوا الغرب و التي حصلت في زمن قياسي رغم كل الظروف المعاندة. وهذا الانتشار الهائل للاسلام ودخول الناس به افواجاً ودخول عدد كبير من كبار علماء العالم وفلاسفته. وصمود القران لكل الاختبارات العلمية التي عرض عليها. وسبقه في الاشارة الى كثير منها. وهكذا تتصاغر كل معجزة اخرى امام معجزات الاسلام وتبقى عصية على الانكار والتشكيك وتقيم الحجة على الجميع. بل ومن خلال القران الكريم فقط نؤمن بمعجزات الرسل السابقين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى