حُمّى تأسيس الأحزاب السياسية

حُمّى تأسيس #الأحزاب #السياسية
د.هشام محمد الصمادي
في ظرف سياسي بالغ الأهمية تتشكل الأحزاب السياسية لمجاراة الواقع والمشهد السياسي العام ويُراد من الأحزاب السياسية الولوجُ إلى المؤسساتية، وإصلاح بنية #المجتمع ورسم #خريطة #سياسة واضحة المعالم بديلة عن مصالح القبيلة أوالحركة …، وبالتاكيد هناك تحديات قد تحول بين هذه الأحزاب السياسية وبين ما يصبو إليه المجتمع بسبب ان الرؤية الوطنية والاستراتيجية السياسية البنَّاءة، غير فاعلة في المشهدين السياسي والاجتماعي؛ (العمق الاجتماعي).
ان نهضه الامم ترتبط بنوعيه الافكار والمبادئ التي تسعى المجتمعات لتحقيقها ومع ذلك تظل المبادئ والافكار مجرد حبر على ورق ما لم يتصدى افراد المجتمع لحملها او الدفاع عنها وهذا يقتضي بالضرروره وجود جماعات سياسيه او اجتماعيه منظمه لتنسيق الجهود وتوجيهها لتحقيق الاهداف .
لذا كانت الاحزاب السياسيه ضروره اجتماعيه وسياسيه لا غنى عنها انطلاقا من مقوله لا ديمقراطيه بغير احزاب ولا احزاب بلا ديمقراطيه لأجل ذلك ينبغي الأخذ بعين الاعتبار انتقاء الكفاءات وتمكينهم للقيام بالمسئوليات التي ستناط بهم(لان الكفاءات قادرة على تلبية متطلبات المرحلة).
وتظل التجربه الاردنيه في مجال الاحزاب في الفتره الماضيه ذات اشكاليات متعدده سواء على المستوى الاجتماعي(الخوف من الانخراط في الاحزاب) او المستوى التشريعي(قوانين الاحزاب وتشريعاتها)او المستوى السياسي والتنظيمي(احزاب الافراد في مقابل احزاب البرامج) .
وبالتاكيد ان تلك الاشكاليات دفعت بصانع القرار السياسي ممثلا براس السلطه جلاله الملك عبدالله الثاني الى المبادره بالحث على انشاء الاحزاب وتهيئه الساحه الاردنيه لحراك حزبي نشط.
وهذه المبادره من قبل هرم السلطه تتطلب جهدا مجتمعيا يكون بحجم المبادره ذاتها بمعنى ان تكون الحراكات الاجتماعيه والسياسيه لانشاء الاحزاب متناسبه من حيث الكم والنوع مع الرغبه الملكيه في التقدم باتجاه الديمقراطيه عبر وسيط ناقل هو الاحزاب.
ولنجاح ذلك كله فنحن بحاجه ببساطه الى حراك ديمقراطي قوامه احترام حريه الافراد وخاصه قطاع الشباب نحو الاحزاب التي يرغبون بالانضمام اليها.
وتزويد المجتمع بالاطر المؤهلة تأهيلا عاليا لقيادة وتحمل مسؤولية البناء والتطوير في المجتمع وعلاج مشكلاته لتكون مصدر اشعاع ثقافي للمجتمع بما تقيمه من مؤتمرات وندوات او لقاءات علمية لتوضيح وشرح الابعاد والاهداف من تشكيل الاحزاب، اضافه الى اعطاء فرص متساويه لجميع الاحزاب للعمل ما دمت ملتزمه بالقانون.
واخيرا فنحن بحاجه للتخلص من ثقافه الخوف من الانخراط بالاحزاب او التشكيك بها قبل اعطائها فرصه حقيقيه للعمل وقد قيل في الامثال ان تضيء شمعه خيرا من ان تلعن الظلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى