حوار مع حرثون

حوار مع حرثون
وليد عليمات

سألوا الحرثون شو بتشتغل؟
قال :زيّات😎
قالوا :مبين ع جلدك 🤔
.
في الحقيقة أن (الحرثون) يعمل زيّاتا وليس من الضروري أن يكون جلده أملسا كي تصدق أنه يعمل زيّاتا، فلربما هو مستشار لا يستشار، معين براتب فلكي تحت مسمى زيّات رغم أنه غير متخصص ولا يحمل مؤهلات تجعله مؤهلا لهذا العمل.
(الحرثون) بعمل زيّاتا لأنه ابن فصيلة عريقة، متشعبة بوساطاتها ومتعمقة في الدولة، فجده ديناصور كبير تولى أكبر المناصب وأورثها لأبنائه من بعده، وهو ابن خال التمساح، الذي افترس الاقتصاد، وأقام الشركات وامتهن المقاولات وهو في السلطة وشارك الحيتان وغدا زوج السلطة نهارا، ويخونها ليلا مع رأس المال.
وهو ابن عمة أبو بريص الذي تعود التسلق والوصول على الجدران والاختباء بين عفش السلطة، و زوايا القانون، وفوق الأضوية، وفي الأقبية.
وهو صهر الضب، الذي عاث في الصحاري، وأختبأ في الجحور وامتهن التهريب، وهو الواجهة لأفاعي الصحراء السامة، وباعها المفترسة القابعة على حدود الوطن تفترس كل أليف وخيّر.
وهو شقيق السحلية التي تتسلل بين صخور الأرض، وتعتدي على خيراته الظاهرة في الأرض والباطنة فيها، وشقيق الحرباء المتلونة التي تهاجم الحكومات نهارا، وتقامرها ليلا، التي تكتب في أوجاع الناس، وتبيع نصوصها للسفاح، عند أول مصلحة شخصية.
فكيف لا يكون (الحرثون) زيّاتا ومعه كل هذه المؤهلات، لا تهم خشونة الجلد، فهي لا تدل على الإخلاص في العمل ولا تدل على كفاءة الزيّات، فهناك توازنات مصلحية بين تحكم إنتاج الزيت، حتى لو خسرت تجارتنا وحتى لو فسد الزيت، فالمصلحة العليا تقتضي أن يكون (الحرثون) على رأس عمله زيّاتا ولو كره الوطنيون

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى