حماتي والتلفزيون الأردني

تأخر عن موعده نصف ساعة- هذه المرة الأولى التي يتأخر بها-  لمحته من داخل زجاج المقهى وهو ينزل من السرفيس..كان منزعجاً ويعض شفته العليا وكأن حرباً أهلية تشتعل في صدره ، حاول ان يقطع الشارع مرتين وفشل، ثم جازف في الثالثة ورشقه سائق تكسي مسرع بزامور يشبه الشتيمة ، فقام هو الآخر وردّ الشتيمة،  على الرصيف القريب مرّ موارباً بين سيارتين واقفتين بشكل متلاصق، بالكاد خرج من بينهما..وبعد ان انتهى ضرب مؤخرة السيارة بقبضة يده غضباً وشتم صاحب السيارة الغائب وطريقته بالاصطفاف ..وقبل أن يلج المكان  تعثّر بعتبة المقهى..تأرجح في الهواء قليلاً ثم استعاد توازنه  ، وقد سمعت صوته الخافت من خلف الزجاج وهو يشتمني ويشتم المقهى ويشتم العتبة حتى لو كانت من قزاز..ألته عن الذي يغضبه،وشرحت له كيف كنت أراقب نزقه منذ نزوله من السرفيس.قال لي: حماتي اليوم في بيتنا!! ما المشكلة؛ قلتها بلؤمٍ واستفزاز..قال لي اسمع: حماتي بلوى حقيقية ، تفهم في الشّان العربي أكثر من عبد الباري عطوان ، وفي الاقتصاد المحلي أكثر من فهد الفانك ، وفي الحرب اكثر من صفوت الزيّات ،وفي الدين أكثر من القرضاوي ، وفي الرياضة أكثر من حمادة امام، وفي الكمبيوتر أكثر من بيل جيتس ، وفي الفن أكثر من محمود سعد..حتى أنها تفهم في الرقائق الاليكترونية يا رجل.. سقلت له: اسمع ، هل تريد التخلص منها للأبد، وبدون أي تبعات جنائية؟!..وضع بربيش الأرجيلة جانباً وقال: دخيلك ،هاتها!!.قلت له : دعها تشاهد التلفزيون الأردني ، لمدّة ساعتين فقط..وكل ما سيحدث لها بعد ذلك ، قضاء وقدر..احمد حسن الزعبيahmedalzoubi@hotmail.com * نشر في الموقع الزميل خبرني  أمس الخميس 9-4-2009.www.khaberni.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى