حرامي وصار مُشرِف !

#حرامي وصار مُشرِف !

المهندس: عبد الكريم #أبو_زنيمة
هذا العنوان هو من أغنية لمطرب يمني تلخص كلماتها حال واقعنا العربي وما وصلت إليه أحوالنا، يقول فيها أن رجلاً كان يسير في منطقة ما وإذا بموكب كبير يتألف من أرتالٍ من السيارات الأمنية ، سأل الرجل الناس عن هذا الموكب قائلاً: منو هاذ ؟ قالوا له هذا موكب المُشرِف فلان بن فلان ! مُشرِف بلغة ومفهوم أهل اليمن تعني المسؤول الكبير ذو النفوذ والسطوة – استغرب الرجل وتعجب من الموقف وأردف قائلاً : هذا يسير له موكب…هذا كان سارق وأبوه من قبله كان سارق (حرامي أبن حرامي )! ضحكوا بمرارة وهزوا برؤوسهم وقالوا: لهذا صار مُشرِف ونخبرك أيضاً أن له من الأبناء خمسة ؛ كبيرهم في الجيش مُشرِف ” قائد الجيش ” والذي بعده مقدم ؛ أي نائباً له والصغير سمّاه مُشرف أي عينه في منصب مهم ، يتعجب الرجل ويقول مستغرباً بعد أن سمع ما سمع – وهنا يشير بيديه نحو قدميه حتى رأسه – ويتساءل : معقول من كان أبوه أكبر حرامي يصير مُشرِف ابن مُشرِف ! أي أن هؤلاء هم من يتحكمون بواقعنا العربي ! ثم يكمل أغنيته قائلاً : من سرق وباع دينه طّلعوه القوم مُشرِف – أي من تخلّى وتجرد من عقيدته وقيمه ووطنيته وباع نفسه وآخرته بدنياه ورضي لنفسه العمالة والخيانة نصّبه القوم “أعداؤنا” في مواقع المسؤولية وسلّموه رقابنا – ويكمل أغنيته بأن هؤلاء كلهم لوبي ” طابور خيانة ” يسرقوا وينهبوا بالشراكة فيما بينهم ” يسرقوا من مُشرِف لمُشرِف ” ويصف البلدان العربية بالحارات والأسواق السوداء يتحكم بها ويديرها هؤلاء المشرفين ، وإن افتضحت سرقات أحدهم وما عادت رائحته النتنة تطاق فإن المشرفين شركاءه في الغنائم يتوسطون له عند المُشرفين الآخرين وتطوى كل قضاياه ويبعد في رحلة استجمام ومن ثم يعاد تنصيبه مُشرِفاً من جديد ، ثم يتسائل المغني من جديد : الفلل والمتاجر والأسواق في هذه الحارات حق من ؟ يجيبوه بأنها حق مُشرِف !!!
وهنا يشير بأصبعه للمتجمهرين حوله متسائلاً : وأنا وأنت وأنت وأنت بعدد #الدول_العربية عايشين بدون مُشرِف أي غرباء في هذه الأوطان ! وماذا عسانا فاعلين إن كان غريمنا وعدونا يحكمنا بأدواته وعملائه ! وهنا يتوجه إلى الله عظيم الشأن رافعاً كلتا يديه داعياً ومتضرعاً بأن يخلصنا من هؤلاء الذين ارتضوا الخيانة والعمالة ويعيثون فساداً وتدميراً في وطننا العربي وأن يطهر الأرض السعيدة بغناها ومواردها من رجس هؤلاء المشرفين وأن لا يذر عليها منهم أحداً .
أغنية جميلة معبرة بمضمونها عن حقيقة تعيشها الشعوب العربية اليوم ، فئة قليلة لا تتجاوز نسبتها 3-5% تملك السلطة وتستحوذ على مقدرات وأموال الوطن العربي والبقية شعوب جائعة باحثة ولاهثة وراء لقمة عيشها التي لا تجدها في معظم الأوقات، وشبابها هائمون في مشارق الارض ومغاربها بحثًا عن أمل ومستقبل فقدوه في أوطانهم الأغنى عالميًا تتقاذفهم امواج الموت على #شواطئ_الغربة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى