جميعنا أذنبنا بحق التعليم ؟! / ديما الرجبي

جميعنا أذنبنا بحق التعليم ؟!

إذا بدأنا الحديث عن منظومة التعليم الأردنية وما يعصف بأسسها من (معلمين ومناهج وطلبة) سنجد أننا في أزمة تتجاوز القاء اللوم على جهةٍ دون الأخرى ، وتستدعي إعادة النظر بالمثلث المذكور أعلاه .
منذ أن اندلعت حرب تعديلات المناهج “الباردة” ونحن نراقب ما يحصل على الساحة التربوية ، فتارة تجد الطلاب يعبرون عن ” رأيهم” في الشوارع في أوقات الدوام الرسمي؟! وتارة يحرقون المناهج !!
وأغلب الظن ولست أجزم بأن معظم الذين استغلوا هذه ” الديمقراطية” لا يعرفون شكل الكتاب من الداخل ؟! ” وإن بعض الظن إثم ” ..
وفي حالاتٍ أخرى نجد طالب يتعرض لمعلمه بالضرب ؟! والعكس صحيح ، تحت مبرر أن العصا ” وسيلة تربوية” للمتمردين .
والطامة الكبرى والتي لا شك فيها وقد رأيتها بنفسي، إرغام الطلبة الإناث في إحدى المدارس الحكومية على تنظيف المدرسة بالكامل وليس بيوم “النظافة العالمي” على سبيل المسميات بل في كل يوم دراسي يُختصر بهِ من خمس إلى عشر دقائق من كل حصة حتى يتمكنوا من أن يفرغوا ساعة كاملة في نهاية اليوم الدراسي ” لتعزيل” المدرسة ؟!
ومن يعترض يتعرض للتهديد بإنقاص علامات من الإمتحانات ولسنا نبالغ في الوصف ؟؟
فلا أدري أي رسالة تربوية يريدون إيصالها للطالبات ؟ وهل يُعقل أن يتم استغلال الطلبة بهذه الطريقة ؟
وفي ذات السياق نجد التسيب أمام المدارس الحكومية من الإناث اللاتي يخلعن ثوب العلم ليرتدين ثوب المراهقة التي لا يحمد عقباها وهنا يقع اللوم على عدم الرقابة من الهيئة التربوية في كل مدرسة وكأن مهمة التربية والتعليم تبدأ من القاعة الصفية وتنتهي بمجرد قرع الجرس ؟!!
ولا ننكر دور الأهالي المفصلي في التربية لأبناءهم والتوجيه والتهذيب والمتابعة أيضاً والتي يجب أن يعاد النظر في هيكلتها حتى لا يفقد الأب/الأم لغة الحوار البناءة بينهم وبين أبناءهم وخصوصاً هذا الجيل الذي يعاني من تبلد في استيعاب وتحليل المعلومة ؟!

أما جودة المعلم بحاجة إلى مقالات مفصلة للحديث عنها فمن النماذج التي تسيء للعملية التربوية والتعليمية أن المعلم المتأزم من وضعه الإقتصادي أو التنمر الإداري، يصب كل غضبه على طلبته ليكون الأداء التعليمي متردي ويقع الطالب ضحية مُعلم مستاء ؟!
وجودة تحسين وضع المعلم لن تختصر ببضع سطور وما أريد إيصاله بأننا جميعاً مذنبين بحق التعليم …
لن نتطرق إلى وفاة الطالب فراس غرايبة رحمه الله وصبر ذويه على مصابهم ، وسنتوجه بحديثنا إلى الإهمال وتقنين المصاريف على الصيانة للمدارس ، والاكتظاظ الصفي الذي يجعل الغرفة الصفية عبارة عن فقاعة كربون سامة ؟!!
أعتقد بأنه آن الأوان بأن نقول أن المنظومة التعليمية تعاني من إنسداد في أهم أدوراها وهي المراقبة والمتابعة لمتطلبات المدارس والتي قزمتها إلى حاجة واحدة فقط وهي ” تطوير المناهج” علماً بأن حجر الأساس يبدأ بسلامة ومصلحة الطالب وينتهي براحة المعلم وما بين الأمرين تكون المناهج .
فلا يعقل أن تكونوا الأمناء على سلامة وتربية وتعليم أبناءنا وأنتم الغافلون فلابد من إعادة النظر في قراراتكم وسياساتكم الرقابية ؟
فما المانع يا وزارة التربية والتعليم بأن تخصصوا جولات تفقدية للمباني المدرسية لمعاينة مدى سلامة صفوفها وأبوابها والخ …؟؟
ولماذا لا تقومون بعمل جولات تفتيشية مفاجأة “مكثفة” على أداء المعلم والطالب أيضاً في الصف ؟؟؟
على ما يبدو أن التعليم في الأردن سيصل إلى مرحلة أن يكون الدوام إختياري في المدارس ؟!!
رحم الله الطفل الجميل فراس غرايبة وحمى الله أبناءنا جميعاً …..
والله المُستعان

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى