جراح لا ضفاف لها

جراح لا ضفاف لها

د. بسام أبو خضير

بين الحين والحين تطالعنا المواقع الإخبارية َومواقع التواصل الاجتماعي بأخبار مزعجة ومثيرة للفضول تنبئنا عن تورط #مسؤولين في #جامعة ما بقضايا #فساد وعبث بمالها ومقدراتها وقراراتها …. إن هكذا أخبار تنتهج التلميح بدل التصريح والإشارة بدل العبارة تضع القارئ في غُبن وحيرة وحزن لان ذلك يفتح ابوابا كثيرة للدخول في دهاليز الشك والتخمين… وقد يزل بنا التفكير والشك فنصيب البريء المنزه عن هذه السلوكيات المستغربة التي لم نعتدها في جامعاتنا التي نعتد بها ونعتز بدورها وبإداراتها الحكيمة وبذلك نكون قد ظلمنا انفسنا وظلمنا الآخرين…..
وأن وجِد مما يُكْتَب ويُشَاع فإن ذلك قد يصيب شخصا واحدا أو عدة أشخاص لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة في جامعة ما ، ووجود مثل هؤلاء لا يُفسد المؤسسة او يميتها وإن تسبب لها بجارح بالغة ؛ لان اهلَ الخير ومؤسسات الإصلاح ورقابة الدولة اليقظة لهم بالمرصاد تتدخل في الوقت المناسب و تقطع دابر #المفاسد و #المفسدين…. وهنا نقول لا ينبغي التستر على تلك القلة القليلة اذا دارت حولهم الشبهات في تورطهم وخروجهم على ابسط قواعد واصول الإدارة السليمة…..
فالاداري والمسؤول يدخل في إطار المفسدة اذا لم تسعفه قدراته وخبراته الإدارية في كشف المفاسد والمفسدين…
ما بالك اذا كان المسؤول هو راس الفساد ومعوله….؟
ونحن واثقون إن كان هناك جراحات وكسور فهنا من يضمد الجراح ويجبر الكسور ، ويعيدُ للمؤسسة اوج مجدها وتألقها… ويكشف العبث بمالها فيعيده إلى خزائنها…. ويدقق في قراراتها فيرفع كيدا وتنمرا وظلما وقع على أبنائها … ويكشف الغطاءات التي اسدلها المتكسبون على أخطاء وخطايا الفاسدين وتستر على مخالفاتهم….
إن العبث بمؤسسات الدولة عن سابق القصد والإصرار يعد خيانة كبرى لما يترتب عليه من هدر للمال العام واستنزاف وانتهاك لممتلكات الوطن ومقدراته ، ويُحمل الوطن أعباءً واحمالا لا لزوم لها ، ويسيء إلى مخرجات المؤسسة فينحرف بمسارها عن جادة الطريق فتضيع أهدافها التي رسمت لها ويختلط حابلها بنابلها وتفقد المؤسسة بوصلتها فتصبح عالة على الدولة بدل ان تكون عونا ورافدا لها…
إن الأمل كبير في ان يسعى الجميع ويمضوا بأمانة وإقتدار في الاصلاح والتحقيق والتدقيق في عبث العابثين ومحاسبتهم على سوء صنيعهم حسابا عسيرا حتى يكونوا عبرة لغيرهم فلا يحذو حذوحم من توسوس له نفسه… والله يهدي سواء الصراط

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى