توجيهي هادىء جدا

#توجيهي هادىء جدا

د. ذوقان عبيدات
مَرّ #التوجيهي_التكميلي – وهو امتحان أصيل شمل كل #المواد_الدراسية – دون أي مشكلات، فهل هذا يرجع إلى عوامل مثل: انكفاء الإعلام والاهتمام، أم إلى انشغال المجتمع بالهوية الجامعة والإصلاح السياسي الذي قد لا يتم، أم إلى حسّ إدارة #الامتحان وجودته؟!
هذا الامتحان أكثرُ حرَجًا؛ لأن المتقدمين له أمام قرارات مصيرية دقيقة نجاحا، أو التحاقا في تخصص مطلوب في الجامعة. ولذلك، كان من المتوقع أن يُحْدِث توتّرا مجتمعيّا كما سائر دورات التوجيهي السابقة، ولكنه مَرّ بهدوء ونجاح. أهنىء الوزارة به، وأتمنى لها الاستمرار في هذا النجاح.
نعم، نجحنا في تقديم امتحان توجيهي هادىء منظّم، دون أن يمُنَّ علينا الامتحانيّون بمفرداتهم، وعُقَدِهم التي شملت العلامات المعيارية، وفلسفة الاستجابة للفقرة، وبنك الأسئلة، ومُخرجات اللجان التي خاضت في الحوكمة والحوسبة والسرّية والعلنية!! نجحنا دون بنك أسئلة، ودون علامات معيارية، ودون كل ما اهتم به الامتحانيّون!
قدّمت الوزارة امتحانا ناجحا دون استعانة بخبراء القياس، بل نجحت بجهود مُشرفيها ومعلّميها وإداريّيها، طبعا هذا لا يعني أنني ضدّ عِلم القياس، وضدّ البنوك التي لم يكن لديّ يوما شراكة معها. فالتطوير العلمي مطلوب، ولكن التقويم والامتحان يطوّره بالدرجة الأولى مَن يمتلك رؤية تربوية تتعلق بفلسفة التعلم والتعليم، وأهداف التربية لا بمَن “يحلبون النّملة” من امتحانيّين أسرفوا في تطوير التعليم عبر تطوير الامتحان.
مرّة أخرى، الامتحان جزء من التعليم وليس مجرّد حصاد لِما تعلّمه الطالب؛ ولذلك ما قيمة امتحان التوجيهي؟
يعترف الجميع بضعف قدرته التنبؤيّة على النجاح في الجامعة، ويعترف الجميع بقياسه معلومات جزئية لا تعكس شخصية الطالب والطالبة، ويعترف الجميع بأنه يعامل السّمكة والفيل كما يعامل العصفور والقرد والزرافة. ويعامل أبناء المدارس الراقية كأبناء مدارس دون معلمين!! بل ما قيمة امتحان يمايز بين الطلبة بالغِرامات، وكأنهم يبيعون ذهبا!!
امتحانيّون وضعوا علامات الطلبة بالكسور المئوية!! أيُّ ضمير هذا؟! نعم! نجحت الوزارة دون استعانة بغير خبرتها وحِكمتها!!. نأمل من الباحثين إجراء دراسة علمية لمعرفة عوامل نجاح هذا الامتحان؛ بعيدا عن تعسّف الامتحانيّين!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى