” تسحيج مبطن ! “

” تسحيج مبطن ! ”
د. محمد شواقفة

هذا الفيروس اللعين رغم أنه حرمنا من أشياء كثيرة إلا أنه كشف عن عيوب أكثر كنا نتمنى أن لا نسمعها أو نراها … و رغم عدم إعجابي الصريح و التاريخي بأداء الحكومات و خصوصا هذه الحكومة الهلامية التي تغيرت كثيرا فلم نعد نعرف من كان فيها وزيرا أصيلا و من انضم إليها في غفلة من الزمان و المكان إلا أنني أسجل إعجابي بما فعلت لأكثر من سبب … و أحذر السحيجة أنني لن أحترمهم و لن أعجب بهم مهما قالوا أو فعلوا … فلا يعتقدون أنني لا سمح الله صرت واحدا منهم … الكورونا علي أهون !!

أعجبني أنهم أثبتوا للجميع أنهم لا خطط لديهم فلم تكن اتهاماتنا لهم دوما عبارة عن مبالغات و اتهامات … فهم يعملون يوما بيوم و لا يوجد عندهم أي توقع او استقراء للمستقبل و يعملون بنظام ” الفزعات ” بطريقة مشابهة للعبة ” trick or treat” في أيام الهالوين و هي بالعربية أخيفك أو تكافئني …و أعتقد أن التخبط أربكنا جدا لدرجة أننا لم نعد نعرف ما هو المطلوب و ما هي الاولويات و ما الذي تخبئه لنا الحكومة المنفعلة دوما…

أعجبني جدا أنهم أحرجوا السحيجة كلهم بدون إستثناء لدرجة أنهم لم يعودوا يستطيعون مواكبة تصرفاتهم العبثية و حركاتهم البهلوانية و قد نفذت من جعبتهم كل التبريرات و أصبح ما لديهم من شعارات جاهزة لا تصلح لاقناع طفل صغير … و رغم مناكفاتي المستمرة مع العديد منهم طوال فترة الكوررنا الا انني ادركت انهم فعلا مخلوقات ضعيفة بحاجة لاعادة تأهيل من الصفر .

أعجبتني الحكومة بعرضها اليومي الذي لا يخلو من الفكاهة السوداء أحيانا فأشغلتنا عن متابعة البرامج الرمضانية التافهة و هذا أمر نشكر معدي التقرير عليه . فتعليقات على الاصابات بسبب عدم الالتزام و كيف حلقوا للطلاب العائدين و كأن تفسير ما حدث ليس اعترافا بضعف بالاجراءات و هشاشة التعليمات و غياب الرقابة و انما حكم ” قراقوش”… أخطأت الحكومة عندما قررت أن هؤلاء لهم أولوية لإعادتهم للاردن و ذلك في محاولة الاستعادة ألقها الذي اكتسبته في بداية الأزمة عندما استقبلت الالاف في فنادق الحجر … لكن بتغييرات طفيفة … و أخطأت عندما أعادت الافكار السادية باهانة الطلبة المخالفين بعدم تطبيق

اي قانون عليهم و انما بجعلهم مسخرة و خصوصا ان غالبية النشامى قدموا طوعا و بترتيبات من الحكومة و هم يتحملون التكاليف و لا مبرر ان يكونوا لا يعرفون التعليمات .. فإهانة كرامتهم ليست نكتة ..و إعادة النكته لا يجعلها طريفة أبدا !

أعجبتني الحكومة في استمرارها في اتباع نفس الاسلوب حتى وإن كان خطأ دون ان تستمع لأي رأي في حال كان مخالفا لها و أظهرت أن لها شخصية و إن كانت غير محببة أو مرغوبة … و لم تكترث من وقع تعليقات الناس على الاداء الهزيل من غالبية الوزراء و ضربت بعرض الحائط كل الانتقادات و لو كانت صحيحة … و تحدت الجميع في فرض افكارهم الخرافية و كانت تروج لها . و أصبح لكل وزير لازمة يعرف بها : ” بينشف و بيموت “، ” باك تو باك”، ” التزامكم نجاحنا “، ” أنا زلمة علمي… بالأرقام “، ” أنا أعرف حدودي ” … و تعرفنا على جهابذة الافكار الغريبة و النظريات الحالمة فمن فكرة تدعو لبيع المنتجات السياحية اونلاين الى فكرة التسوق مشيا على الاقدام .. الى تكسي اصفر ديلفري … الى الفردي و الزوجي .. الى باصات توزيع الخبز و المي … الى النجاح التلقائي … الخ الخ

و أعجبتني الحكومة في مواكبتها للتطور الرقمي و التقني بطريقة مستفزة …و أصبحت معروفة بكثرة المنصات و غزارة التطبيقات و لن نقول انها بالغت فيها لكي لا نبدو سلبيين كعادتنا …

فمن منصة درسك لتطبيقات التسجيل للاعانة لتطبيقات طلب التصاريح لتطبيقات دفع الفواتير … لتطبيقات التوصيل و آخرها منصة ” safelyhome” للطلاب و الكثيرون ينتظرون تطبيقا او منصة ” و احنا !” … لكن الترويج لفكرة الاسوارة الالكترونية التي تستخدم لمتابعة و مراقبة المجرمين الخطرين باتت تلاقي رواجا و تقبلا لضمان التزام الجميع بالحظر و الحجر و العزل . لكن اقترح ان يتم تزويدها بصاعق كهربائي يشتغل عند الخروج عن نطاق التغطية !

سؤال : اذا واحد بدون شعر و دبك بالحجر .. ما هي عقوبته ؟!

بانتظار ابداعاتكم … حمى الله الاردن من الكورونا ومن افكاركم…!!

” دبوس على التسحيج دايما ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى