تحقيق للزميلة فرح عوض بعنوان … ” فيسبوك المواهب ” Facebook got talent

سواليف
الواقع الإفتراضي والمنبر الحرّ ” فيسبوك ” ، أصبح الملجأ الأخير للشّباب الأردني ، الذي يواجه صعوبات كثيره في إيصال ابداعاته وأفكاره حتى في حرية التعبير عن رأيه .
منهم الفنّان والممثّل والشاعر والتّاجر والمهندس والطبيب ، ومنهم من أصبح الرّمز والقدوة للآخرين ، وبعضهم من تغير مسار حياته الإجتماعية للأفضل دون أن يلقى الدعم من أي جهات حكومية أو خاصة التي كانت تشكل عقبات في حياة بعضهم .
ظهر موقع التّواصل الإجتماعي ” الفيسبوك ” منذ عام 2005م ، وفي بداياته انحصر استخدامه لغايات التّواصل بين النّاس فقط ، ومع بداية عام 2014م اشتهر شاب في العشرينيات من عمره وأصبح حديث البلد من الطفل إلى الشيخ “عمر زوربا” ، وشغل المركز الأول تقريبًا في الحديث عن الواقع “الواقع” للمواطن بأدق تفاصيله و بطريقة ترفيهية دون أن يعني بالسياسة ، وعلى نهجه بدأ الشباب بالتعبير عن فكره المكبوت بكل جرأة والتطوير من نفسهم وحياتهم الإجتماعية والمادّية بكل سلاسة.
ومن هؤلاء الشباب “أحمد نشوان” خريج من جامعة الشرق الأوسط بشهادة تصميم جرافيك ، بدأ رحلته بعرض أعماله ورسوماته عن طريق الفيس بوك ، وعرض بعض من أعماله للبيع كالرسومات والفناجين المزخرفة وغير ذلك من الإبداعات حتى أصبح فنّانًا تُطلب لوحاته ومعتمدا من قبل الموقع ، وقد أجريت حوارًا قصيرًا معه وأخبرني عن قصته: ” تأثير الفيس بوك على حياتي كبير جدًّا ، وانشهرت بسببه نوعا ما ، وصلت لعدد من المتابعين لم أحلم به أبدا ، لم أتخيل أن يصل هذا العدد إلى أكثر من ربع من مليون وما زال مستمر في التّزايد ، وهذه مسؤولية يجب عليّ تحمّلها بأن أبقى في نفس المستوى وأحسن منه أكثر فأكثر ، وذلك لأن الناس تنتظر منّي شيئًا رائعًا ، بالإضافة إلى ذلك الفيس هو نقطة التحوّل الرئيسيّة في حياتي ، فقد كان له تأثير إيجابي على دراستي وعملي وحياتي وعلاقاتي وكلّ شيء ، والحمدلله لقد استفدت من هذا كثيرا ، ولكن قبل ذلك كنت أواجه صعوبات كثيرة ، لم يكن أحد يعلم بي ، ولم أستطلع أن أعرض لوحاتي من خلال معارض لكي يراها عدد كبير من الناس ، لذلك فهو سهّل علي هذه المهمة ووفّر لي الحلّ المناسب ، وقد قرأت عن كيفيّة الإحتراف في إنجاح صفحتي والحمدلله وصلت الصفحة لعدد متابعين كبير جدًّا ، وأصبحت من الصفحات المعدودات في الأردن الموثقة من قبل الفيس بوك بعلامة الصح الأزرق” ، وأضاف قائلا في النهاية : ” من خلال الفيس بوك يستطيع الشخص أن ينشر عمله وينشهر ويستفيد منه ، ولكن يستخدمه البعض بغرض الشهرة عن طريقه فقط ، وأصبح لديهم إدمان (اللايكات والكومنتات) وهذا خطأ ، يجب استخدام الفيس بوك كوسيلة للإنسان لكي ينال مراده ، بأن يستغله هو لا العكس. ”
وحاليًا حديث الواقع الافتراضي شابٌّ أردني يبلغ من العمر عشرين عاما ، لم يكمل مساره الدراسي بسبب ضعف الإمكانيات المادّية التي وقفت حاجزا بينه وبين “سعر العلم” ، “أحمد عليمات” الذي رفض واقعه بجملة واحدة “لماذا عليّ أن أدفع ضريبة فساد لا شأن لي فيها” ، وهذا ما أخبرني به أحمد عليمات : “حاولت أن أقدم شكاوى لوزارة التربية والتعليم أشرح فيها عن وضعي عسى أن تُمَد لي يد العون ، لم أتلقَّ أي استجابة ووقف ضدي بعض من المعلمين والطلاب ، فدرست دورة مبيعات لإثبات نفسي ، وحصلت فيها على المركز الأول ، حاولت جاهدا أن أبحث عن عمل ضمن مجال الدورة لكن دون جدوى ، اجتمعت ب “ابراهيم حسان – يعمل في مجال الألعاب” وعرض علي عمل براتب 190 دينار ومنه 20 دينار للضمان الإجتماعي ، وبدأت أتحمل عبء كبير من الديون ، بعدها عملت كمهرّج مع “فلان” معروف وتلقيت منه إساءة في التعامل إلا في حال قدوم سفيرة\سفير كان يعاملني باحترام ، لم أستسلم بعد ، انتقلت إلى عمل في مول ووقعني صاحب العمل على عقد لم يسمح لي بقراءته وكمبيالة ب 5000 دينار ، وانتهى العقد فطلب مني تجديده وهددني بشرط العقد ” الذي لم اقرأه فعليا” وينص على أنني موافق على أي شيء يطلبه مني صاحب العمل ، وبأنه سيرفع عليّ قضية سوء ائتمان ، ولكني اكتشفت أن قوانين عقده بأنه قد طبعها بنفسه ولا تلتزم بقوانين العمل المعتمدة في وزارة العمل.
في المرحلة التالية كنت أقرأ ل “عمر زوربا” وبدأت أكتب على نمطه ، لم أجد أستجابة من الناس ، فبدأت أشاهد برامج أحمد الزعبي ، وأخذت الطريقة من عمر زوربا وعدم الخوف من أحمد الزعبي ، وكان من أحد نقاط التحول في حياتي هو فيلم قصير عملته بنفسي عن الفقير والعلم الذي خلّف أثرا ودعم كبيرا من المتابعين ، ومقال كتبته عن أب عامل نظافة وأم خادمة ، وأشرت بأنه لا يتكلم عن واقعي أنا فقد كانت الغاية منه بأن أبين صورتهم بأنهم ليسوا عالة على المجتمع ، وأصبحت أكتب بعدها عن التفرقة الإجتماعية والفقر وما نعاني منه وبدأت أتلقى القبول والدعم المعنوي والفعلي من الناس ، سأحاول في أي شيء مجانا ، لأنه في الواقع الفعلي يوجد من هم أعلى مني ولكن في الواقع الإفتراضي لا أجد أي شيء أعلى مني. ”
لذلك أصبح “الفيس بوك” هو الحكومة وهو الدعم والمنبر الحرّ لهؤلاء الشباب الذين يمثلون آلاف الشباب في المجتمع الأردني ويجسدون واقعهم وسوء حاله ، ويتسلّحون به ليثبتوا بأنهم جيل “البنطلون الساحل” هو جيل الإبداع والأفكار والتغيير للأفضل ، ولكن “لا يزال الصمغ يملأ آذانهم”.

فرح عوض.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى