تحالفات المنظومة العربية / أحمد فرحان

تحالفات المنظومة العربية
لا ينكر احد ان الربيع العربي اصبح يمثل نقطة تحول في الظروف السياسية العربية.
ما قبل الربيع العربي، كانت التحالفات العربية تلتف حول مصلحة الولايات المتحدة كحليف مشترك لاغلب الدول العربية، بمعنى آخر فإن العباءة الاميركية -للأسف- كانت تجمع القوى العربية في إطار السيطرة السياسة والاقتصادية.
القيادات العربية آنذاك كانت اكثر توافقاً بحكم ما تم ذكره من ناحية، وبحكم استقرار القيادات في مناصبها لعشرات السنوات من ناحية أخرى.
نجاح الثورات المضادة للربيع العربي، وعودة الانظمة القديمة بوجوه جديدة، ربما ادى الى انخفاض التناغم بين القيادات العربية على الاقل بشكل تكتيكي ان لم يكن بحكم زيادة وعي الشعوب بعد الربيع العربي.
تلك التناغمات العربية التي كانت سائدة لم تكن في صالح الشعوب، بدليل اندلاع الثورات التي حاولت تغيير الادارات والانظمة العربية، ولكن وجودها كان يُؤمن المصالح الاسرائيلية، ولو بضمان الامن الاسرائيلي على اقل تقدير.
بالاضافة الى التغير الجذري الذي حصل في الدور المصري بعد الانقلاب العسكري الذي اوصل قيادات عسكرية عديمة الخبرة السياسية الى سدة الحكم، وعدم الاستقرار في العائلة المالكة في السعودية، ومحاولة تغيير سياسة انتقاء الملوك واولياء العهد، هذا وما يحصل في العراق وسوريا من تفتت جيوشها، ادى الى تغيير في افكار القيادات السياسية بالنسبة للحليف الدائم، والتوجه الى الحليف ذو المصلحة.
بالاضافة الى تعامل القيادات الجديدة مع حلفائها بالمنطقة بشكل مادي بحتى وخصوصا بالمنطقة الخليجية، والنظر الي تقليل اهمية التحالف معها.
كل ذلك أدى الى تغيير الحسابات السياسية، فمن جهة نرى التقرب التركي للدول العربية، والقبول بذلك في اطار المصالح السياسية والاقتصادية المشتركة، كزيارة اردوغان التاريخية للسودان، والحفاوة التي أُستُقبل بها، وكذلك التناغمات الايرانية في الخطاب السياسي تجاه الاردن، ودعوة رئيس مجلس النواب الاردني الى النظر في التحالفات الاردنية.
وما رآيناه خلال القمة الاسلامية في انقرة بحضور قيادات ذات تحالفات مع مصر والسعودية التي حضرت القمة باقل تمثيل، حيث رأينا قيادات حضرت القمة، دون النظر لحسابات الدول ذات التمثيل المنخفض للقمة، اضافة لشخصية الرئيس الامريكي المثيرة للجدل وقراراته غير المسؤولة تجاه العرب، وخصوصا فيما يخص القضية الفلسطينية، حيث صرح الرئيس الفلسطيني عن عدم قبوله امريكا كوسيط للقضية الفلسطينية.
كل تلك المعطيات ستؤدي الى اتخاذ قرارات جدية من القيادات العربية للنظر في مصالح دولها والتخلي عن الحليف الابدي والنظر في ايجاد تحالفات تعتمد على المصالح المشتركة، ولو ادى ذلك لتغيير الحليف التاريخي لها.
هذه المعطيات التي احدثتها الثورات العربية، تصب في مصالح الشعوب العربية، أكان ذلك عاجلا ام اجلا، وعليه فإن الخير قادم ولو كان مبطناً بالشر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى