تأثير مانديلا العربي

تأثير مانديلا العربي
يوسف غيشان

لم يتفق علماء النفس والاجتماع بعد على تصنيفها، فالبعض يميل إلى اعتبارها اضطرابا عقليا، بينما يعتقد آخرون بأنها ترتبط فقط في اضطرابات ما بعد الصدمة، وهناك من يعتقدها وهما، وهناك من يربطها بنظرية “الأكوان المتعددة “، لا بل هناك من يشكك في وجودها أصلا وفصلا…. أتحدث عما يسمى ب (تأثير مانديلا) فلنسميها حالة، حتى لا نختلف مع أحد، فتصنيفها ليس موضوعنا.
الحالة تصيب مجموعة من الأشخاص يتحدثون عن أمور لم تحصل في الواقع الغريب ان أشخاصا من ثقافات متعددة وقارات مختلفة يتحدثون عن وهم مشترك، وقد جاءت تسمية هذا الحالة من رصد حالات متباعدة مكانيا وزمانيا تتوهم بأن الزعيم الأفريقي الكبير نلسون مانديلا قد توفي في سجنه بداية ثمانينيات القرن المنصرم. في الواقع فإن الرجل خرج من السجن وحكم بلاده سنوات كثيرة وتوفي في الخامس من ديسمبرعام2013.
للراغبين في الاستزادة حول الموضوع أعيدهم الى صديقي “جوجل السبراني”، لكني حينما قرأت حول الموضوع “صفنت” في نمجح-ظتةىئء9فسي وفي شعبي، أقصد الشعب الذي أنتمي اليه مخا ومخيخا ونخاعات، وشعرت بأننا جميعا نعاني من ظاهرة أو حالة “تأثير مانديلا” عن سابق تصميم وترصد:
-شعب لا بل شعوب تمتلك منظومة تاريخية تعتمد على تقديم هائل للذات، لكأننا نعيش داخل مسلسل تاريخي عن بطل ما يتحدث (المسلسل) فقط عن بطولاته ولا يترك مجالا لسقطاته، لكأنه كائن مفارق للتاريخ والواقع. هكذا نحن نصنع شخصيات في المختبر، وننتزع بشريتها منها، ونعاملها بما يشبه العبادة. طبعا لا نصدق أي كتاب تاريخي يكتب عن هذا الشخص كما كان.
-نحارب طاغية ما بينما نسجد لطاغية آخر فنخدم الطاغيتين بأسلوبين مختلفين، دون أن نعتقد بأننا نتناقض مع أنفسنا على الإطلاق، لا بل نعتقد ان الظلم الذي يمارسه طواغيتنا هو العدالة المطلقة، والعدل الذي قد يمارسه الطواغيت غيره هي الظلم المطلق، ونسرد احداث لم تحصل في مدح هذا قدح(هظاك).
-جميع هلاوسنا وحالاتنا “المانديلانية” تعبر عما ترسب من بداوة في دواخلنا وتتنكر تماما لما توصلنا اليه من حضارة.
الموضوع كبير ولا أستطيع التوسع فيه والا لتحول المقال إلى كتاب، لكني أدعو كل واحد منا الى تأمل ما بداخله من تأثيرات يعتقد أنها هي الحقيقة المطلقة وهي ما كان وما سوف يكون…. فقط أطالبكم في التشكيك بقناعاتكم لغايات الوصول الى اليقين الصحيح وليس لنسف الماضي والحاضر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى