بيوت من خشب
نور الجابري
عجبت من بلادٍ
فيها كنز الذهب
و كنزها لا يُلمس
لگأنّه مرصود
و رَصَدَهُ معلق
ما بين السُحب
الله يا بلادٍ
كم أنتِ عجيبة
ًوكم أنتِ سكينة
ومتعبٌ أنا فيكِ
و فيكِ مُغتَرِب
أحببتكـ و أُحبكِ
و سـ َ أبقى أُحبكِ
كأنني مسحورٌ
بآلاف الحُجُب
لكن برغم عشقي
أهرب منكِ أيضا
حقٌ و قد اغتُصِب
قد صابني الغضب
يا عبق التاريخ
كل من سكنكِّ
كنتِ لهُ مُنقَلب
حاصره الخيال
ضاقت عليه الحال
و أصابه التعب
فكيف يا بلادي
وصلنا ما وصلنا
و من الذي جعلنا
ثامن العجائب
و كلّنا عَجب
من ذا الذي بعثركٍ
من ذا الذي أفلسكِ
و من الذي يُخصصّ
و يوزع الحصص
كلٌّ له تخصص
فإذا إنكشف هرب
و كأنما الثروات
جميعها موجودة
بين يدِ المسؤول
گ حقٍ مُكتسب
يُصادق الوزير
دون أن يستشير
يبيع ما يبيع
أهناك مُعترض ؟؟
لا أدري ما السبب
كأنّما مكتوب
يا معشر الشعوب
هنا أرض الفساد
حاذر أن تقترب
يا سادة يا كرام
حاذروا قليلا
من هذا الإبتسام
قصدتها جميعا
بلاد العرب
و كأنها بلاد
وجِدَت كي تُغتَصب
و كأنها شعوب
لا تعرف الشغب
فكلُّ من قد أتى
فوقنا رَكب
في دُخليةٍ سرية
على مر الحقب
آه يا بلادي
يا بيتي الجميل
إحترقت البيوت
و بيوتنا خشب
