بلاسم محمد في «صمت الأحمر».. المواربة في التعبير عن الجسد

يقدم الفنان العراقي بلاسم محمد تجربته الجديدة في غاليري الأورفلي، والتي اشتملت على مجموعة من الاختبارات البصرية حول موضوعة الجسد، والتي تنحى منحى المواربة في التعبير عن ايقاعات الجسد الذي شكل اشكالية كبيره في تناوله في الفن العربي. جاء الفنان بلاسم ليجد حلولا جمالية مناسبة لتمريرة ذلك التابو عبر المزج بين التخطيط والتلوين. يتناول بلاسم بشكل أساس مجموعة من العناصر منها المكان الجامع لأحداث اللوحة إلى جانب الإنسان الذي يتحرك بتجرد عبر لغة جسدية أقرب إلى التخطيطات الأولية محمولة بمجموعة من المساحات اللونية التي تحقق تعبيرية التخطيط. فالإنسان لديه شاهد على مجموعة من الخرائب، حتى أننا نحس أن الأمكنة التي يرسمها بلاسم أقرب إلى الأمكنة المهجورة. تلك الأمكنة التي تبدو أقرب إلى الفعل التراجيدي الحزين، بل بدت الأمكنة أكثر محوا ومواربة، تبدي رائحتها ولا تتمظهر بشكل صريح، لكننا نشهد الحضور الأهم للجسد الإنساني المنفرد والجمعي، فتارة نراه وحيدا وتارة أخرى نقبض على مجموعة من الشواهد الإنسانية مجتمعة في حوار غرائبي، حوار مبني على طبيعة العلاقات بين جسد وآخر، بل تأتي في بعض الأحيان ملتحمة كما لو أنها كتل نحتية متراصّة تتقدم العمل الفني كعنصر أساسي في البناء الفني للوحة. ففي قراءة لتترولوجيا المعرض، أو عتبة الاسم: «صمت الأحمر»، نرى أن الفنان أراد تقديم تأويلات مفتوحة عن دلالات الصمت في الأحمر كما لو إنه يقول إن الأحمر دلالة للإنذار أو علامة للخطر، فكيف يكون الخطر صامتا أو كامنا؟  لدى بلاسم يكون كامنا ليتهيأ للانفجار والتثوير في مساحات اللوحة، إذ في الغالب يتجاور الأحمر مع الأخضر إلى جانب العلامات التخطيطية بقلم الفحم. بل أصبحت مجموعاته اللونية المستخدمة في اللوحة جزء أساسيا من طبيعة تفكيره الفني في صياغات لتلك الألوان القوية، والذي يعمل دائما على إعطائها الطاقة التعبيرية القصوى من خلال طبيعة تواجدها في المساحات التي يختارها الفنان. لقد شكلت تجربة الفنان بلاسم، إلى جانب إسهاماته النقدية صفات خاصة به، تتمحور حول فهمه الخاص في التعبير عن موضوعاته.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى