السينما التسجيلية.. الدراما والشعر

عرض: مصطفى القرنة – فيما يشبه السيرة السينمائية الذاتية يتحدث عدنان مدانات في كتابه السينما التسجيلية / الدراما والشعر في مائتين واثنين وستين صفحة والصادر عن مؤسسة عبد الحميد شومان في العام 2011، ويقول ان الفيلم التسجيلي ليس مجرد وسيلة اعلامية او وسيلة للتوثيق المرئي المسموع ، بل هو نوع سينمائي له خصوصيته الفنية والشعرية . وهذا الكتاب يسعى لاستكشاف بعض تجليات وامكانيات الفن التسجيلي السنمائي عبر تأملات لا تتبع خطا متسلسلا بل تنبني وتتشكل عن طريق تداعيات يقود احدها الى الاخر ، تداعيات تتنقل بيت تاريخ هذا الفن ومدارسه وبين بعض الاجتهادات النظرية الخاصة بالسينما التسجيلية منذ بداياتها الاولى، وبعض القضايا والمفاهيم المعاصرة المستجدة المرتبطة بتطور تقنيات ووظائف وأنواع ومجالات انتاج وعرض الافلام التسجيلية . يتخلل هذا كله تحليل بعض النماذج الفيلمية القديمة والمعاصرة التي تنتمي الى تجارب عربية وعالمية متنوعة ، ويتحدث في مقدمة الكتاب الاستاذ قيس الزبيدي قائلاً: مهمة صعبة تواجه من يدرس السينما ويصنعها او من يدرس النقد ويكتبه ، وهى أولاً كيف يعلم نفسه أن يقرأ الفيلم الفني ليسهل قراءته لمن يشاهده أيضا .
فالمشاهد هو دون شك الطرف الحاسم في اي نوع سينما تصنع ليقبل على مشاهدتها وأي نوع سينما تصنع ليدير لها ظهره . من هنا ينشأ التناقض الحاد بين من يريده الانتاج السلعي وبين ما يريده الفن الثقافي. الاول يرتهن بجمهور لا يريد من السينما سوى الترفيه، والثاني يسعى ليرتقي بحاجات الجمهور الجمالية في هذه المعادلة العسيرة يمكن ويجب ان يلعب النقد دوره في اقامة علاقة صحية مع المشاهدين، ليساعدهم في تذوق العمل الفني وفي تدريب حاستهم النقدية ويتحدث الكاتب عن عدد من الافلام يبدأها بفيلم «صور من ذكريات خصبة» وهو الفيلم التسجيلي الطويل الاول للمخرج الفلسطيني ميشيل خليفي وهو الفيلم الفائز بالجائزة الاولى في مهرجان قرطاج السينمائي الدولي في دورة عام 1980 ومن ثم يتحدث في الجزء الذي يليه عن مقدمات التكوين السينمائي ويتناول تجربته مع السينما منذ ان عمل في النقل السينمائي في الصحافة اليومية ، وينتقل للحديث عن جماليات الوقائع ثم يعرج على فيلم زمن الاخبار للمخرجة الفلسطينية عزة الحسن ويلقي الضوء في الباب الذي يليه على : مصطفى ابو على اشكالية الفني والاعلامي ويتحدث عن هذه الاشكالية من خلال فيلمين للمخرج الفلسطيني الراحل مصطفى ابو علي لا من حيث هي اشكالية فردية بل من حيث هي اشكالية عامة تتعلق بالفهم السائد للسينما التسجيلية ووظيفتها من ناحية، ولتوظيف الفيلم التسجيلي لصالح قضية وطنية او سياسية بما قد يتسبب بنوع من الازدواجية الانفصامية للنتيجة النهائية للفيلم، ويتحدث عن كلاسيكيات السينما الصامته ودراما الوقائع وفيلم عن حديقة حيوانات، ومقطع تسجيلي في فيلم روائي، وفيلم ينفي الحدود بين الحكاية والواقع ،والفيلم اللبناني «بدي شوف» وفيلم دفتر احوال شوتكا، وفيلم يعيشون بيننا ،وفيلم الشاطر حسن، وفيلم رؤى فلسطينية ، وغيرها من الأبواب .

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى