اختيارية المواد العلمية.. تجربة المجرب / عمر عياصرة

اختيارية المواد العلمية .. تجربة المجرب

جدل كبير واعتراضات داخل صفوف المعلمين، حول قرار وزارة التربية والتعليم، اعتماد مبدأ اختيارية المواد العلمية الخمسة في الثانوية العامة للفرع العلمي.
من يستمع لحجج المعلمين يراها محمّلة بحمولات متنوعة، فهي لا تخلو من رغبتهم بالحفاظ على مصالحهم الذاتية، الا انها ايضا تستند لموضوعية معقولة في بعض الاحيان.
انا مع التخفيف عن الطالب والاسرة الاردنية، فالتوجيهي مكلف نفسيا وماديا، وهناك ابتزاز من قبل الدروس الخصوصية، لكن ذلك لا يعني ان يكون القرار باستهداف المواد العلمية، فهناك طرق اخرى كفيلة بضبط الايقاع.
السؤال المهم يكمن في هل الانتقال من اجبارية المواد الى اختياريتها هو من سيطور امتحان الثانوية؟ وهل تقليل الاعباء ستعني في النهاية طالب اكثر علمية ومعرفة؟ وهل هناك ادراك لحجم العوائق التي ستحول دون نجاح التجربة؟
انا عندي قناعة انه لو اجريت دراسة على طلاب العلمي في الثانوية، وتم سؤالهم «ليش اخترت علمي؟»، ستكون الاجابة في اغلبها الاعم، انهم ارادوا من وراء ذلك السعي نحو تخصصي الهندسة والطب.
اذًا تحت هذا الخيار والثقافة المجتمعية، ستسقط وتفشل مشاريع المواد الاختيارية التي أرادتها وزارة التربية، وعندها ستسقط مواد على حساب مواد، ولن ترى طالبا واحدا يرغب بمادة علوم الارض على سبيل المثال.
ولعلي اطرح سؤالاً آخر على وزير التربية والتعليم، مفاده: هل طالبنا مؤهل للاختيار؟ وهل ستنظم المدارس الخاصة والحكومية صفوفها بناء على رغبات الطلاب؟
اذكر الوزير اننا طبقنا الاختيارية في أواخر التسعينيات، فماذا كانت النتيجة الا انحيازا من الطلاب نحو الاستسهال، وسنراها اليوم انحيازا نحو ثقافة الهندسة والطب، وبالتالي نكون جربنا المجرب وعدنا لنقطة البداية.
لا ازعم ان اجبارية المواد العشرة مثالي، بل هو مرهق ويحتاج الى تغيير، لكن انصح ان يبدأ العمل في مراحل ما قبل الثانوية، انصح ان تكون مدارسنا في صفوفها الاولى غارسة لمعاني العلم قبل الشهادة، وعندها قد ننتقل الى اختيارية حرة غير مسيرة بتشوهات بنيوية في نظامنا التعليمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى