أردني مُخفّف

[review]

(مستوحاة من موقف حقيقي)

الشتاء موسمٌ تحتفي به الأنثى وتتكرر لريِّفي مُتعب من فضاءٍ ليس إلا مرآه لخطوط غُموضِها…….. حوّاء.

مقالات ذات صلة

كل شيء بدأ بالتناوب.

في مربَّع كلية الهندسة داخل حرم الجامعة…… نظراتُه إليها ونظراتُها إليه كانت بالتناوب.

يداه تتناوب فنجان القهوة والفايسروي (دخان).

وعقله يتناوب الممكن والمُحال.

جاءته بشعر خروبِّي مُجعَّد يخربُ البيوت حتى مِشيتها إليه كانت بالتناوب .

قالت : ( quot;هايquot;…. أنا زميلتك في مختبر الكيمياء العضوية أنا وأنت بنفس quot;الجروبquot; ممكن نحضّر سوا لتجربة فحص غاز الميثان……كثير معقدة )

وكعادته ابن الصريح صريح أجاب وكأنه قد طُلب لثأر كليب : ابشري …ابشري.

قالت : quot;ميرسيquot; عندك فراغ الساعة وحدة نلتقي بالمكتبة …

اخرج جوالة ونظر إلى الساعة وقال : على الواحدة …. أكيد.

وبعد اللقاء كان تأثيرها عليه قاسياً فهو لم يتعود أن يقابل جمالَ هذا النوع من النساء دون استدعاء مُقدَّم لوزيرة السياحة.

مرت عدة مختبرات وكان في نفس مجموعتها فعالاً أكثر من غاز الميثان في قارورة على موقد.

كاد أن يؤذي نفسه مرة وهو يسكبُ الحمض في قمع صغير لم يتجرأ احد من الطلبة على المحاولة حينها لكن ثارات كليب تُلاحقه فاحرق يده .

كان يخرج في الفسحة للسيجارة .

وفي محصلة الفهم يمكن أن تكون هي فهمت 40 بالمائة من المادة و5 بالمائة من شخصيته وأما هو خرج ولم يفهم شيء لا للمادة ولا هي ..ليردَ اسمه تحت لائحة quot;سلامتك بالنعناع المعطرquot; .

علاقة غير متجانسة فهي تُحسُّ بتقديره لشخصها لكنها تريد النسخة السويسرية منه غير تلك التي يظهر بها وهو يُقدِّرها ويحترم فاصل الاختلاف بينهما إلا أنها دائما ما تنتقده …شكله… لبسه…… تعابير وجهه …أسلوب تعبيره وكلماته .

تُكلِّمه عن أخر أغاني quot;براين ادامزquot; وهو يُكلِّمها عن الزير وأبي محجن الثقفي .

تُكلِّمه عن محلات quot;أبو شقرةquot; للعطور والماكياج ويُكلِّمها عن كرم الزيتون الغربي في بلدتهم .

تُحدِّثه عن سرعة حركات الرقص على موسيقى quot;الروكquot; لتُذهله ويُحدِّثُها عن عمق بئر الماء الذي ساعد والده في حفره …ليُدهشها.

يئست منه أن يتغير ويئس منها أن تفهم …..هو هو وهي هي . تريده لأنها أحسَّت بصدق التقدير من جانبه الذي نادرا ما تجده لكن تريد أن تستنسخ منه أخرا… وهو يشكر الله على وجودها في حياته لكنه لا يستوعب لما تريده أن يتغير .

وفي لحظة احتقان من هذا التركيب غير المتجانس و بعد أن انهوا مختبرهم الأخير جاءت اللحظة التي تبين فيها أن الشعر الخروبِّي يتقصف كورق البلوط في الخريف ..دخلوا في نقاش عبثي لينتهي فصله الأخير بكارثة .

وقالت له بعد تنهيده أنثوية يائسة : ( معلش بس انته كتييير أردني too muchquot;quot; يعني )

صفن ثم قال: ( كيف ؟ ……..شو يعني مكشِّر قصدك) .

قالت : ( قصدي مناقشاتك quot;نورمالquot; وتفكيرك البلدي يعطيك تركيبة سيئة شوي)

قسوة وصفها مسَّ احتمالات الوجود لديه …….وبلحظة توقف التناوب….التناوب الذي بدأ هذه العلاقة في عقله ويأس من فهمها بغضب ومرارة فهي لم تحترمه كما هو في جلده الخاص كما احترمها كما هي …فاستثار قائلا :

( كتييير اردني ………شو بتفكريني عصير قابل للحل حتى اُخفِّف من أردنيتي أي حِلِّي عني……………)

وانتهت العلاقة بعد هذا الموقف .

لكنه هدأ بعد ذلك ……..وما يفعل العاشق ؟ .اخرج الأصيلَ من نفسه يُخاطبها… فكتب لها رسالة اعتذار مزدوج عن فظاظته غير المقصودة واعتذاره عن أن يتغير إلى عالمها الناعم . وهذا بعض ما ورد في الرسالة :

( لا استطيع أن اقتلع ملامحي يا حسناء. ولما أُريد ذلك ؟

أسمعت يوما بشاعر عربي قديم جدا اسمه علقمة الفحل؟ …(مش مهم اسمعي ما قال) :

طَحَا بكَ قَلبٌ في الحِسان طروبُ بُعيْد الشَّبابِ عصرَ حانَ مشيبُ

تُكلِّفُني ليلَى وَقد شَطَّ ولْيُها وعادتْ عوادٍ بينَنا وخُطُوبُ

مُنعَّمةٌ لا يُسْتطاعُ كلامُها على بابِها من أن تُزارَ رقيبُ

فلا تَعْدِلي بَيْني وبينَ مُغَمَّرٍ سقَتكِ رَوايا المُزن حيث تَصوبُ

فإنْ تَسألوني بالنِّساء فإنَّني بصيرٌ بأدواءِ النِّساء طبيبُ

إذا شاب رأسُ المَرْءِ أو قَلَّ مالهُ فليس له من وُدِّهِنَّ نصيبُ

يُرِدْنَ ثَراءَ المالِ حيثُ عَلِمْنَهُ وشرْخُ الشَّباب عنْدَهُنَّ عجيبُ

فَدعها وسلِّ الهمَّ عنك بِجِسرةٍ كَهَمِّكَ فيها بالرِّادفِ خبيبُ

ودُ بنفسٍ ، لا يُجادُ بمثلها وأنتَ بها يوْم اللّقاء تطيبُ

نحن يا جميلة الخد مثل هذا الشعر موزون مُقفّى ظاهره يوحي بمسحة جمال تشعرين بها حتى وان لم تفهمي المفردات الغريبة .

وأنا إذا كنت مفردة غريبة عليك أرجوك حاولي أن تفتحي قاموس العرب لتقرئيني. للأسف سيدتي فحروفي السمراء التي امشي بها والتي لا يفهمها الغرباء كتبها شخص يجيد الشعر ولا يجيد الترجمة لذا حاولي أن تتعلمي لغتي لتتصفحي تفاصيل الجبين المقطب …وأرجوك بحق كل كريم لديك لا تطلبي مني أن أذوب أكثر فيما لا أريد فقط لأنك تريدني مُخفّف التركيز فانا شخص لا أعيش بوساطة مواد حافظة أنا فقط كما ..أنا) .

ولم تفهم ………

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى