باسل الرفايعه يكتب … ” تعلموا الدرس.. ولا ترسبوا مجددا “

الصحفي باسل الرفايعه يكتب

تعلموا الدرس.. ولا ترسبوا مجدداً

لتهدأ الحكومةُ والمراجعُ والمشيئاتُ قليلاً، وتحاول الاستفادةَ من دروس المعلمين، ولا بأس أنْ تجلسَ في الصف الأول، وتصغي لما قاله الرجالُ في السجن والجوع، وما أظهرته الأحداث، والصحافة العالمية، فهذا مفيدٌ للبلاد، فنحنُ لسنا في مكاسرة، ولا أحد يريدُ التصفيقَ لغالبٍ، ويشمت في مغلوب.

الدرس الأول: فزاعة “الإخوان المسلمين”، مضحكة جداً، ولم تقنع أحداً، إلا من حكّت لهم الحكومةُ على جَرَب. وهؤلاء لن ينفع معهم حتى القطران.

الدرس الثاني: حكايات المناهج، وإصلاح التعليم، وتدريب المعلمين ممتعة جداً لأطفال الدولة قبل النوم في العسل المغشوش. إذا سألتم مرّاقاً في طريق، سيقولُ: “ترى السولافة عندكو..”!.

الدرس الثالث: إغلاقُ النقابة يضرُّ بالبلاد وبالحكم، وإعادة الأمور إلى ما قبل 25 تموز الماضي هو أقلُّ ما يمكن، لكي يعودَ الطلبةُ إلى مدارسهم، ويذهب الناس إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة. المقاطعة ربما تكون حركة اجتماعية واسعة، لا ينفعُ معها العبثُ بنسبة الاقتراع “كل واحد تلفونه في جيبه.. هه”.

الدرس الرابع: منع “الرأي، والدستور، والغد، والمملكة، وتلفزيون اللزاقيات، وغيرها” من النشر عن قضية المعلمين بهدلنا تماماً. بهدلنا نظاماً وحكومةً وشعباً، وإذا كنتم في شك، فقط.. فقط، اقرأوا قصة الـ”الغارديان” البريطانية، بعنوان Jordan arrests 1,000 teachers in crackdown on union. وحين تتقدم الـ”الغارديان” و “الواشنطن بوست” وجون أوليفر، إلى حيثُ تُحذى الخيول، فمن المضحك أنْ يمدَّ الفأرُ الإعلامي الأردني رِجْلَه. وهو أصلاً مكرسح، بفضلكم..!

الدرس الخامس: قصةُ القوانين البلاغية الإنشائية “كل ما حكى واحد كلمتين” باتت مقرفة جداً، وقصة الشك والتشكيك واللغة الإعلامية التعيسة “بطلوا عنها”. أو حاسبوا الناس في “طلوع المصدار” على شكّ الكباب كل يوم، حتى تكتمل المهزلة.

الدرس السادس: قمعُ الناس على الكلام، يأتي لكم بفُتاتٍ مؤقت وسريع من دول محترفة في القمع، ودونالد ترامب في الطريق إلى أنْ “ينقلع”. وحتى إذا ما انقلع، فهو المانحُ الأكبر، فأرجوكم أنْ “تذهنوا جيداً”. فهو ليس زعيماً تاريخياً، وبإمكان كارين عطية في “واشنطن پوست” أنْ تحثَّ “السبيكر” نانسي بيلوسي على منع القمح عنا. القمحُ ما غيره، الذي كانَ يُخفي الخيّالَ لطول سنابله في سهول حوران، ولكنكم اخترتم الكسل، وبعتم الحصيدة، بصدقات المانحين.

هناك دروسٌ أخرى. وأهمها أنَّ القهرَ يلدُ القهرُ، ونحنُ شعبٌ نعرفُ “البيرَ وغطاه”، ولكننا نصبرُ، ونصابرُ، لأننا نريدُ هذه البلاد. نريدها، وإنْ كانت موطنَ جوعٍ لمُكابدٍ، أو قبراً لمغتربٍ ومهاجر..

Basil Alrafaih

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى