انه زمن الصعاليك..الهابط

انه #زمن_الصعاليك..الهابط

لاتسرح على من كان راعي. ولا تفلح على من كان قلاعي

د. #بسام_الهلول

راعني مشهد جامعة المانية يدرس فيها طالب يمني…واظنه حفل تخرج
ارادوا ان يحملوا له مفاجئة باحضار والدته واخ له على نفقة الادارة الجامعية..ففوجيء الطالب بحضورهم وكان المشهد درسا في القيم ورفعة الاخلاق…اختلطت دموع الدهشة والفرح من لدن مآقي الطلبة والادارة
وضجت القاعة بالتصفيق…مشهد يسجل لقيم المانيا والغرب كله..ولمؤسستهم الجامعية ونظم المسؤولين هذه الفسيفساء بموزاييكها…علما بأنهم لم يحفظوا القران تلاوة وتفسيرا ولم يتأبط رئيس الجامعة صحيح البخاري ولا اجرومية من الفقه…. ولا سجادة صلاة ، ولا الفية مالك في النحو ولم يتأبط( الموطأ)…للامام مالك مما ارجع بي الذاكرة الى كتاب ( الخلاص)..من الجامعة يخلو من كل قيمة شعائرية او ديباجة او تحشية تدلل على ان هذا المخلوق افنى زهرة عمره في خدمة ترابها وانسانها…وطلابها…دخلها كالنخلة وعاد منها( عرجونا)…قديما…دخلها كالقمر في ( الفخت)…وخرج منها( محاقا)…دورة القمر من هلاله الى تربيعه الى… محاقه…وطفقت ابحث واسأل اهل الحجى….فسألت بدويا في الطريق كان يسوق غنما له…وعرضت الحالة والمشهد…فقلت له افتنِ فيما عشته!!!!!! ؟
فقال وبلكنة بدوية يا وليدي ( من انيطت به مقاليد الامور عندكم في الجامعة ( فاسررتها بضاعة)… ياوليدي
( وش من طير هذا؟؟؟؟فهز البدوي رأسه وقال( ياوليدي…لاتسرح على من كان راعي….)قلت :امممممم ،اكمل ياسيدي…ياوليدي( ولا تزرع على من كان قلاعي)…. وعدت ادراجي فكانت بلسما داوى بها حيرتي ومالقيته وما لاقاه كثير من الرفاق… ولكن الفضول اخذ مني مااخذ ..قلت هدا جواب رجل من باديتنا…فما جواب الفلاسفة ذلك اني( مدمن).. للنص الفلسفي…فطفقت بحثا ووجدت ضالتي عند فيلسوف كندي اسمه(الان دونو)…في كتابه ( نظام التفاهة)…اقتبس…
)…ان التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الايام، لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم،ذلك ان التافهين امسكوا بكل شيء بكل تفاهتهم وفسادهم، فعند غياب القيم والمباديء الراقية، يطفو الفساد المبرمج ذوقا واخلاقا وقيما….
انه زمن الصعاليك الهابط،…
…وهاهو يؤكد…كلما تعمق الانسان في الاسفاف والابتذال والهبوط كلما ازداد جماهيرية وشهرة…
…ويضيف الان دونو ؛ ان مواقع التواصل نجحت في ترميز التافهين ، حيث صاربإمكان اي جميلة بلهاء او وسيم فارغ ان يعرضوا انفسهم على المشاهدين عبر عدة منصات تلفزيونية
عامة هي اغلبها منصات هلامية لاتخرج لنا بأي منتج قيم صالح لتحدي الزمان….فقلت في نفسي…نعم انه الزمن التافه الهابط…وهدا ماعشته ووقفت عليه عيانا…استجمعها البدوي في قوله( ياوليدي لاتسرح على من كان راعي،،،،وياوليدي؛ لاتزرع على من كان قلاعي)…فكان هدا المثل..الترياق لروحي….قهقهي…..بيسان…

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى