“إكس..أو”

مقال الأحد 28-4-2019
“إكس..أو”
سقنا في وقت سابق مثال “خراف الأضحى”..للتعبير عن حال الأمة العربية كدليل على بؤس ما وصلنا إليه عسى أن تستعيد هذه الأمة حياتها وآدميتها لكن دون جدوى ، فمثال “خراف الأضحى” ما زال حاضراً في كل تفصيل من تفاصيل حياتنا العربية..مالك “الخراف” يسمّنها ويحميها ويعتني بها ويعالجها ليبيعها في نهاية المطاف،والمشتري يدفع بها ثمناً مجزياً ليذبحها..فملخّص حياة الخراف ..العيش في كنف بائع لا يحفظ الود، والاستقرار تحت سكّين مشترٍ لا يعنيه العُمر..هكذا نحن!.
مرّ نبأ تأجير مرفأ طرطوس السوري لمدة 49 عاماً لصالح روسيا مرور الكرام و دون الوقوف طويلاً عليه ، إما لانشغال باقي الشعوب بمداواة جراحها النازفة ، أو لأن الأوطان المستقلة أصبحت فكرة بائدة وممجوجة ومن ينادي بها يعيش في خيالات الحرية..واضح أن براميل روسيا وطائراتها وجيشها الذي سخّرته في إخماد الثورة هناك ، لم يكن لحماية سوريا العربية القوية الممانعة و الصديقة والحليفة من اطماع “العم سام” ودزّينة العبي التي تحتمي خلفه ،وإنما لفتح فرع جديد لإمبراطوريتها في الشرق الأوسط ولاستعمار جديد يضع قدماً أمام المشي الأمريكي..لا أحد يخسر المليارات لعيون أحد، ولا أحد يضع كل هذه القوّة تحت تصرف حليف لأنه صديق و”يعزّ” عليه أن يتركه وحيداً..إنهم يرون الوطن العربي يمجمله مجرّد كرتونة يلعبون عليها (x-o) أمريكا تضع ا(x) في مربّع العراق فتتدارك روسا نفسها وتضع الــ (o) في مربّع سوريا..اللعبة لم تنتهِ والتنافس مستمر ،وكلاهما يسعى أن يشكّل ثالوثاً تحت سيطرته وإمرته..ونحن نصّفق لمن يدوسونا ببسطاره الأقوى…
الدروس التي لم تستفد منها الأنظمة العربية ، ان لا يوجد شيء اسمه “حليف” انها كذبة تحاول الأنظمة الضعيفة تصديقها وتسويقها..هم تجار “يعلفون” الأنظمة ويسمّنونها ليتم بيعها لاحقاً بسعر ممتاز..والمشتري جزّار يشهر السكين “اسرائيل”…والشعوب العربية “جاعد” لا يشعر بالإيلام بعد السلخ..ولا بــ”شعطة”الملح!.
مرفأ طرطوس ،واحدة من فواتير كثير تمّ تقديمها للسداد..والقادم كثير وخطير..في لعبة الحلفاء..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى