“النداء الأخير” والانتخابات / إحسان التميمي

“بدأنا نسمع النداء الأخير .. نداء إنعاش القلب .. مرة و مرتين وثلاثة و أربعة و خمسة و عشرة مرات في المناوبة الواحدة هذا ما خاطب به طبيب الاقامة في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي محمد بسام الدردور المواطنين قائلا لهم ان وضع مصابي كورونا في المستشفى لا يحسد عليه.

لا اعلم كيف لايزال صاحب القرار لديه القدرة على اجراء الانتخابات معتقدا ان المجلس القادم سيمثل المواطنين ولا اعلم ايهما اهم بالنسبة لصاحب القرار وجود مجلس للنواب حاله كحال غيره او صحة المواطنين التي كان الحديث انها الأولوية وهو ما دفع الحكومة السابقة لإغلاق البلاد بشكل كامل وعزلها عن باقي دول العالم بالرغم ان عدد الإصابات حينها لم يكن يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
واليوم بدأنا نتفاجأ بإصابات قد تكون من الأعلى في العالم بناء على عدد الفحوصات ونسبة الى عدد السكان في ظل تمسك غريب وفريد على اجراء الانتخابات النيابية التي تسببت في تجمعات لم يسبق لها مثيل خلال العام الحالي شاهدها الجميع وحذر منها العديد من المختصين.
الجيش الأبيض العامل في الميدان يوجه رسائل شبه يومية عن مدى خطورة الوضع وتوقعات بتفاقم الوضع اكثر عما هو عليه الان في حين يتحدث وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات أن عدم الالتزام بشروط الوقاية والسلامة العامة خلال التجمعات المتعلقة بالانتخابات النيابية تسببت أيضا إلى هذه الزيادة بإصابات فيروس كورونا.
نسب الوفيات ترتفع يوما بعد يوم ونسب الإصابات تزداد بصورة سريعة العالم ومازالت الانتخابات بعيدة عن أي قرار حتى وان رأى الخبراء انها اخطر سبب في التجمعات.
المواطن الأردني ينتظر قرارات لحماية صحته اكثر من انتظاره لمجلس نواب قد تتسبب اجتماعاته بوصول الأردن الى مستويات غير مسبوقة بعدد الإصابات مما يحتم على الدولة البدء باتخاذ إجراءات حقيقة لمنع تفشي الفيروس من خلال تأجيل الانتخابات لفترة من الزمن لضمان تسطيح المنحنى والبدء فورا بتنفيذ عمليات الاغلاق الذكي للمناطق التي تشهد تسارع في عدد الإصابات.

لو اتخذ قرار من الأصل بتمديد للمجلس السابق وتم الحشد الشعبي والرسمي تجاه مواجهة هذا الفيروس المتسارع بين الأردنيين بصورة كبيرة لما وصلنا الى هذا المستوى من الانكار فالعديد من المواطنين يتحدثوا ايهما اهم صحتي او الانتخابات واذا كانت الدولة حريصة على صحتي لماذا تسمح بالانتخابات فكل المشاهد التي رأينها في العديد من المقار الانتخابية لم نرى أي عقوبة بحق الأشخاص الذين تسببوا بها.

أتساءل في قرارة نفسي ماذا لو تم تأجيل الانتخابات شهراً أو شهرين والدستور الأردني يسمح بالتأجيل حتى كانون الثاني القادم لماذا هذا التمسك بأجراء الانتخابات في الوقت الذي بدأت فيه العديد من المتشفيات تأن تحت وطأة ازدياد اعداد الإصابات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى